العبادات الصورية بدون هداية إلهية والمشي المذكور ، فهو إيمان لساني لا يكون عن تسليم القلب ، فهو في الحقيقة ليس بإيمان له تعالى بل متابعة للنفس والهوى كما ذكره أمير المؤمنين عليه السّلام في عبادة الشيطان : " وسجدته لزخرف الدنيا " . وفيه [1] عن ثواب الأعمال بإسناده عن ميسر بيّاع الزّطيّ ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السّلام فقلت له : جعلت فداك إنّ لي جارا لست أنتبه إلا بصوته إما تاليا كتابه يكرّره ويبكي ويتضرع ، وإمّا داعيا ، فسألت عنه في السرّ والعلانية فقيل لي : إنّه مجتنب لجميع المحارم ، قال : فقال : يا ميسر يعرف شيئا مما أنت عليه ؟ قال : قلت : الله أعلم ، قال : فحججت من قابل فسألت عن الرجل فوجدته لا يعرف شيئا من هذا الأمر ، فدخلت على أبي عبد الله عليه السّلام فأخبرته بخبر الرجل ، فقال لي مثل ما قال في العام الماضي : يعرف شيئا مما أنت عليه ؟ قلت : لا . قال : يا ميسر أيّ البقاع أعظم حرمة ؟ قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال : يا ميسر ما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنة ، وما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة ، ولو إنّ عبدا عمّره الله فيما بين الركن والمقام ، وفيما بين القبر والمنبر يعبده ألف عام ثم ذبح على فراشه مظلوما كما يذبح الكبش الأملح ، ثم لقي الله عزّ وجلّ بغير ولايتنا ، لكان حقيقا على الله عزّ وجل أن يكبه على منخريه في نار جهنم . وفيه [2] عن البصائر بإسناده عن ابن كثير ، قال : حججت مع أبي عبد الله عليه السّلام إلى أن قال عليه السّلام : ويحك يا أبا سليمان إنّ الله لا يغفر أن يشرك به الجاحد لولاية علي كعابد وثن . وفيه [3] عن غيبة النعماني بإسناده عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر عليه السّلام
[1] بحار الأنوار ج 27 ص 180 . . [2] بحار الأنوار ج 27 ص 181 . . [3] بحار الأنوار ج 27 ص 193 . .