يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام لأكبّه الله عزّ وجل في النار . أقول : الفقاء : الشق ، وهو كناية عن شدة احمرار الوجه للغضب . وفيه [1] عن أمالي الشيخ بإسناده عن معاذ بن كثير ، قال : نظرت إلى الموقف ، والناس فيه كثير ، فدنوت إلى أبي عبد الله عليه السّلام فقلت : إن أهل الموقف كثير قال : فضرب ببصره فأداره فيهم ثم قال : ادن منّي يا أبا عبد الله ، فدنوت منه فقال : غثاء يأتي به الموج من كلّ مكان ، والله ما الحج إلا لكم ، لا والله ما يتقبّل الله إلا منكم . وفيه [2] عن معاني الأخبار بإسناده عن فضيل بن عثمان قال : سئل أبو عبد الله عليه السّلام فقيل له : إنّ هؤلاء الأجانب يروون عن أبيك يقولون : إن أباك عليه السّلام قال : إذا عرفت فاعمل ما شئت ، فهم يستحلَّون من بعد ذلك كلّ محرّم ، قال : ما لهم لعنهم الله ؟ إنما قال أبي عليه السّلام : إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك . وفيه [3] عن احتجاج الطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السّلام في جواب الزنديق المدعي للتناقض في القرآن ، قال عليه السّلام : وأما قوله : فَمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه 21 : 94 [4] وقوله : وإنّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى 20 : 82 [5] فإنّ ذلك كلَّه لا يغني إلا مع اهتداء ، وليس كلّ من وقع عليه اسم الإيمان كان حقيقا بالنجاة مما هلك به الغواة ، ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد وإقرارها با لله ، ونجا سائر المقرّين بالوحدانية من إبليس فمن دونه في الكفر وقد بيّن الله ذلك بقوله : الذين آمنوا ولم يَلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم
[1] بحار الأنوار ج 27 ص 172 . . [2] بحار الأنوار ج 27 ص 174 . . [3] المصدر نفسه . . [4] الأنبياء : 94 . . [5] طه : 82 . .