والله علي عليه السّلام بعينه ، يعني أن ما شجر بينهم هو علي عليه السّلام في أمر ولايته فلا بد لهم فيما شجر بينهم في أمر الولاية من الرجوع إلى قضاوة رسول الله صلَّى الله عليه وآله بلسانه الصريح في أمر الولاية لعلي عليه السّلام ويسلَّموا تسليما لعلي عليه السّلام فحينئذ يكونون مؤمنين . فعلم من هذا الحديث الشريف في بيان هذه الآيات المباركات أنّ الله تعالى أقسم على أنه لا إيمان إلا بقبول ولاية علي عليه السّلام فيعلم منه أهمية أمر الولاية بما لا مزيد عليه كما لا يخفى ، وهناك أحاديث أخر بهذا المضمون كما لا يخفى على المتتبع لكتب الأحاديث . ومنها : قوله تعالى : إليه يصعد الكلمُ الطيبُ والعملُ الصالحُ يرفعه 35 : 10 [1] . ففي كتاب الحجة من أصول الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عزّ وجلّ : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه 35 : 10 ولايتنا أهل البيت - وأ هوى بيده إلى صدره - فمن لم يتولَّنا لم يرفع الله له عملا [2] . وفيه بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قول الله تعالى : هنالك الولاية لله الحق 18 : 44 قال : ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام [3] . ومنها : قوله تعالى : النبأ العظيم 78 : 2 [4] . وفيه بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله تعالى : عمّ يتساءلون . عن النبأ العظيم 78 : 1 - 2 قال : النبأ العظيم الولاية ، وسألته عن قوله تعالى : هنالك الولاية لله الحق 18 : 44 قال : ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام [5] . ففي هذه الآيات ترى أنه سبحانه أراد بالكلم الطيب والعمل الصالح الولاية فعبر عنها بذلك ، وأن العمل المرفوع إليه تعالى والمصعد إليه هو الولاية أو العمل