جعفر بن محمد عن أبيه ، عن جده عليهم السّلام في قوله عز وجل : يعرفون نعمة الله ثم يُنكرونها 16 : 83 قال : لما نزلت إنما وليكم الله ورسوله والَّذين آمنوا الَّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 5 : 55 اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وآله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض : إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها ، وإن آمنّا فإن هذا ذلّ حين يسلط علينا علي بن أبي طالب عليه السّلام فقالوا : قد علمنا أنّ محمدا صلَّى الله عليه وآله صادق فيما يقول ، ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا ، قال : فنزلت هذه الآية : يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها 16 : 83 يعرفون ولاية علي وأكثرهم الكافرون بالولاية [1] . وفيه عن أصول الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : أمر الله عز وجل بولاية علي وأنزل عليه : إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 5 : 55 فرض الله ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي ؟ فأمر الله محمدا صلَّى الله عليه وآله أن يفسّر لهم الولاية كما فسّر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحجّ ، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلَّى الله عليه وآله وتخوف أن يرتدوا عن دينهم ، وأن يكذّبوه فضاق صدره وراجع ربّه عزّ وجل فأوحى الله إليه : يا أيها الرسول بلَّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من الناس 5 : 67 فصدع بأمر الله تعالى ذكره ، فقام بولاية علي عليه السّلام يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة ، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب ، قال عمر بن أذينة : قالوا جميعا غير أبي الجارود : قال أبو جعفر عليه السّلام : وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى ، وكانت الولاية آخر الفرائض ، فأنزل الله عزّ وجل : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي 5 : 3 قال أبو جعفر عليه السّلام : يقول الله عز وجل : " لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم دينكم الفرائض " [2] .
[1] نور الثقلين ج 1 ص 644 . . [2] نور الثقلين ج 1 ص 646 . .