responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 193


من وراء حجاب فهمه وعقله اغترارا بغاية ذكائه وشدّة فطنته ، من طريق متابعته من غير طريق متابعة الأنبياء والأئمة عليهم السّلام والأولياء ، ومن غير طريق الخلع والتجريد ، والوحدة عن الخلق والتفريد بالنحو السابق ذكره . فزعم أنّه أدرك الحقائق على ما هي عليه . وهذا المسكين لمّا تنبّه آخر الأمر وانتهاء العمر أنه لا حاصل له سوى علمه بأنه ما علم حقيقة الشيء ، واعترف بالعجز والقصور والنقص والفتور ، وقال عن لسان حاله بالفارسيّة :
< شعر > تا بجائى رسيد دانش من كه بدانستمى كه نادانم < / شعر > إذ من المعلوم أنّ الأنظار الفكرية إنما شأنها مجرّد الإعداد غير البالغ إلى أفق الوادي المقدّس وهو الأفق المبين ، فلا ينكشف المطلوب على صاحبه عيانا بمجرّد النظر الفكري . فهو كأنه حينئذ بعد قد قرع باب الغيب ، ليفيض منه المطلوب على قلبه الطالب ، ولمّا ينفتح له الباب بعد ، بل نودي ( بعد سؤاله در دير ميزدم من ) ، بقوله :
< شعر > در دير ميزدم من ز درون صدا در آمد كه تو در برون چه كردى كه درون خانه آئى < / شعر > أي بعد أنت لما يطهر قلبك بالنحو المتقدم بيانه ، فلا يفاض عليك فيض اللقاء والمشاهدة لحقائق الأشياء . بل وكذلك الإخبار الإلهيّ بواسطة الملك فإنّه خبر غير معاينة ، وهذا غير رؤية الحقّ ورؤية حقائق الأشياء ، ألا ترى قوله تعالى : ولقد رآه بالأفق المبين . وما هو على الغيب بضنين 81 : 23 - 24 [1] كيف عبّر تعالى عن علمه بالرؤية بالأفق المبين لا بالإخبار . فلا محالة هو صلَّى الله عليه وآله هكذا - أي وما هو أي النبيّ صلَّى الله عليه وآله على الغيب بضنين الذي هو مفاد الخبر من وراء الحجاب بل هو صلَّى الله عليه وآله كان على



[1] التكوير : 23 - 24 . .

193

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست