responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 191


القياسات .
وأما الأقوال الشارحة فمضافا إلى أنّ أجزاءها لا بدّ من أن تكون معلومة بأن تكون نتيجة للقياس العقليّ . فيقع فيه هذا الكلام من أنّه لا يفيد القياس إلا مفهوما ذهنيا ، لا مشاهدة قلبيّة لحقيقة الشيء ، كما لا يخفى أنّ المحدود بها ومعرّفها - بالفتح - إن كان مركَّبا ، فالكلام فيها كالكلام في الأوّل من القياسات ، من أنّه لا يفيد إلا مفهوما ذهنيّا . وإن كان بسيطا ، لا جزء له في العقل ولا في الخارج ، فلا يمكن تعريفه إلا بذكر لوازمه البيّنة . وذلك كالوجود الواجبيّ ، وكسائر الإنيّات الوجوديّة والبسائط النورية ، ومعلوم أنّ ذكر لوازم تلك البسائط ، لا يكشف عن حقائق النفس الآمرية . فثبت أنّ الحقائق على حالها مجهولة لنا . فلم يبق حينئذ للعلم بها حقيقة إلا بالتجلَّي الإلهيّ المشار إليه آنفا ، وإلا بما يكشف الحقّ تعالى عن أعين البصائر العقلية من الأغطية واللبوسات الحاصلة من التعلَّقات بغيره تعالى .
وكيف كان فهذا الكشف الحقيّ الإلهيّ يدرك الأمور قديمها وحديثها وعدمها ووجودها ومحالها ، أي ممتنعاتها وجائزها وواجبها على ما هي عليه في حقائقها وماهيّتها .
فظهر مما ذكر أنه متى توجه العقل النظري إلى معرفة حقائق الأمور المذكورة من غير تطهير القلب والمحل ، أي محل المعرفة من الرّيون الحاصلة من الركون إلى الدنيا الحاجبة إياه عن درك الأشياء كما هي فلا محالة يقع في التيه وبيداء الظلمة ، ويخبط خبط عشواء ، ضرورة أنه مع ريون الذنوب والسيّئات ، والركون إلى هواء النفس والمتعلَّقات قل ما تحصل نفسه حدّ اليقين والمشاهدة القلبيّة .
اللَّهم إلا أن يكون في غاية الذكاء والفطنة بحيث يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار 24 : 35 [1] فإنه بقوة الاستعداد فيحصل له العلم اليقيني ولكنّه نادر . وذلك



[1] النور : 35 . .

191

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست