< شعر > مصدر العلم ليس إلا إليه خبر الكائنات من مبتداها < / شعر > إذا علمت هذا فاعلم أنّ السرّ الوجودي والفيض الواجبي لما كان ظاهرا في كلّ الموجودات على تفاوت طبقاتهم ، ولكلّ منهم نصيب من الرحمة المنبسطة الشاملة على تباين درجاتهم ، وعلمت أنها مختلفة لاختلاف المرايا والقوابل ، فحينئذ لا شبهة في أنّ الأقرب إلى الحق أفضل من غيره لقلَّة الوسائط بينه وبين ينبوع الوجود والمقام الجمعي ، كما كان هذا للحقيقة المحمدية صلَّى الله عليه وآله كما عرفت ، فهو أقرب من الكلّ إلى الحق ، لعدم تضاعف الوجود الإمكاني . إذ من المعلوم أنّ كل ما يتركَّب من الأمور الممكنة يتّصف بإمكان الهيئات الاجتماعيّة الحاصلة ، وإمكانات اجزائه فتضاعف الإمكان . فحينئذ كلَّما كثرت وجوه إمكاناته يزداد بعدا من الواجب لذاته . فالإنسان الواقع في آخر رتب الحيوان بعد صور العناصر والأركان فهو في غاية البعد عن الحقّ كما قال تعالى إشارة إلى هذا البعد : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم . ثمّ رددناه أسفل سافلين 95 : 4 - 5 [1] وفي بعض الأحاديث : " إنّ بين الله وبين خلقه سبعين ألف حجاب من نور ، وسبعين ألف حجاب من ظلمة " وإن كانت بحسب أصل الخلقة ومبتداها في أحسن تقويم إلا أنّه بعد تنزّله إلى أسفل سافلين وصل إلى آخر رتب الحيوانات . وهنا نكتة ، وهي أنّه ورد في ذيل الآية المباركة بعد قوله تعالى : إلا الذين آمنوا 95 : 6 أنّ المراد من الاستثناء هم محمّد وآله الطاهرون . فإنّ الاستثناء يكون من قوله : ثم رددناه أسفل سافلين 95 : 5 . فينتجّ أنّهم عليهم السّلام لم يردّوا إلى أسفل سافلين ، بل هم في الدنيا باقون على ما هم عليه من أحسن تقويم ، وقد دلَّت أحاديث وآيات على أنّهم عند الله في جميع الحالات ، وأنه ليس بينهم وبين الله حجاب ، ولا دونه لهم ستر ، كما يأتي بيانه في