القهّار . وهنا مطلب سرّي لبيان الطبقات لا بدّ من بيانه وحاصله : أنّ لكلّ موجود جهة ربوبيّته وهي ظهور الحضرة الربوبية فيه ، وكلّ تأثير وفاعليّة وإيجاد في العالم فهو من الرب الظاهر فيه ، فلا مؤثر في الوجود إلا الله . وهذه الجهة الربوبية هي سرّ ذلك الوجود ، وهو ما يخص كلّ شيء من الحقّ عند التوجه الإيجادي المعبّر عنه بالوجود المنبسط المشار إليه بقوله تعالى : إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون 16 : 40 [1] . فلهذا قيل : " لا يعرف الحقّ إلا الحقّ " لأن ذلك السرّ هو العارف به تعالى ، وإليه يشير قوله عليه السّلام : " عرفت ربّي بربّي " أي عرفت ربّي بما هو هو بربّي الذي هو ظاهر فيّ ، الذي هو ظهور الحضرة الربوبية فيه عليه السّلام فنفسه الشريفة كسائر النفوس مرآة لذلك السرّ وظهور الربّ ، إلا أنّ المرايا مختلفة في ظهور الربوبيّة ، فربّ مرآة ظهرت فيها الربوبية المقيدة المحدودة على حسب مرتبتها من المحيطية والمحاطيّة حتّى تنتهي إلى المرآة الأتمّ الأحمديّة ، التي لها الربوبية المطلقة والخلافة الكليّة الإلهية أزلا وأبدا ، فجميع دائرة الخلافة والولاية من مظاهر خلافته الكبرى ، كما تقدم سابقا شرحه . وهو الأول والآخر والظاهر والباطن ، وهو مظاهر تلك الأسماء الإلهية على الحقيقة التي هي مرآة للشمس ، إذ هي أي الحقيقة المحمدية فان عن نفسه وباق بربّه ، فلا أثر فيها إلا منه تعالى ، ولذا تكون جميع الدعوات دعوات إليها ، وهي مرجع الكلّ ومصدر ومبدأ الكلّ ومنتهاه . والله من ورائهم محيط . ولنعم ما قيل : < شعر > لا ترم في صفات أحمد فكرا فهي الصورة التي لن تراها < / شعر >