responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 167


ويشهد ما لا يشهدون من التجلي الإلهي الذي يكون في باطنه ، كلّ ذلك عناية من الله تعالى به .
واعلم أنه بالفناء المذكور يستعد الإنسان لخلافة الحقّ ومسجوديّة الملائكة ، كلّ ذلك لأجل مرآتية ذاته وصقالة وجهه ، وخلَّو صفحة قلبه عن نقش الأغيار ، وصفاء بيت وجوده عن غير الواحد القهّار . فلا محالة وقعت على مرآة وجهه المتوجه إلى وجه الحقّ أنوار أسمائه وتجلَّياته وعلَّم آدمَ الأسماء كلَّها 2 : 31 وليس هذا مما يختصّ بأبي البشر ، بل سيد الأنبياء أولى بهذا التشريف ، وبعده صفوة أولاده وورثته ( صلوات الله عليهم أجمعين ) كما حقق في محلَّه وسيجئ بيانه في الشرح .
ولنعم ما قيل :
< شعر > تو بودى عكس معبود ملايك از آن گشتى تو مسجود ملايك از آن دانسته اى تو جمله أسماء كه هستى صورت عكس مسمّى < / شعر > وأعلم أيضا أنّ هذا السجود من الملائكة لخليفة الله تعالى الذي تجلَّت فيه الأسماء الإلهيّة والأنوار الجليّة يكون مستمرّا ما دام في الوجود خليفة ، والخليفة باق إلى يوم القيامة ، كما دلَّت عليه الآيات والأخبار الكثيرة ، نذكرها في الشرح إن شاء الله تعالى .
وكيف كان فلا بدّ للإنسان الكامل الذي هو خليفة الله تعالى من الاستواء والتعديل الراجعين إلى جهة الوحدة والاستواء والصفاء الذّاتي ، لكي تنجلي فيه أنوار الأسماء الإلهيّة .
وتوضيحه أنه كما أنّ المرآة ما لم تتساو جوانبها ، ولم ينف عنها الاختلاف والظلمة والكدورة والطبع والرين . ولم تصر وحدانيّ الشكل ، عديم اللون بل عديم الذات لم يقبل الصور ، فإنّ مرآتيّة المرآة ليس لأجل أعماقها وخصوصيّة ونوعيّة ذاتها ، وكونها من حديد أو زجاج أو ماء ، بل بواسطة وجهه الذي هو عدميّ محض وفانيّ

167

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست