ولنعم ما قيل : < شعر > در تنگناى صورت ، معنى چگونه گنجد در بنگه گدايان سلطان چكار دارد < / شعر > واعلم أنّ العارفين يظهرون هنا في الدنيا على الصورة الدنياويّة لما يجري عليهم من أحكامها وأحكام الطبيعة . وإليه يشير قوله تعالى في حقّه صلَّى الله عليه وآله : انّما أنا بشر مثلكم 18 : 110 وقول علي عليه السّلام في وصيته : " إنّما جاورتكم ببدني أياما " وقوله عليه السّلام في حديث كميل : " وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلَّقة بالمحل الأعلى " هذا بحسب الظاهر ، ولكنه تعالى قد حوّلهم في بواطنهم على الصورة : النشأة الأخرويّة ، كلّ على حسب التجلَّي الإلهي . فهم في الصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته . ويشير إلى هذه الصورة الأخروية قوله تعالى : يوحى إليّ 18 : 110 فإن الوحي كما حقق في محله هو التجلَّي الإلهيّ كما يشير إليه قوله عليه السّلام في الدعاء : " اللهم إنّي أسألك بالتجلَّي الأعظم " في ليلة المبعث . هذا بالنسبة إلى النبي صلَّى الله عليه وآله وأما غيره فيشير إليه قول علي عليه السّلام : " أرواحها معلَّقة بالمحلّ الأعلى " وقوله عليه السّلام : " . . ظاهري الإمامة وباطني غيب لا يدرك " كما نقل . وقوله عليه السّلام : " وإنّى لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ، سيماهم سيما الصديقين ، وكلامهم كلام الأبرار ، عمّار الليل ومنار النهار . متمسكون بحبل القرآن ، يحيون سنن الله وسنن رسوله ، لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلَّون ولا يفسدون ، قلوبهم في الجنان ، وأجسادهم في العمل " [1] فقوله : قلوبهم في الجنان يشير إلى تلك الصورة : التجلَّي الإلهي كما لا يخفى . وكيف كان فما من عارف با لله من حيث التجلَّي الإلهي إلا وهو على النشأة الآخرة بحسب ذلك التجلَّي الإلهي ، كلّ بحسبه . فهو وإن كان قد حشر في دنياه بصورة البشر ، ونشر من قبره بالصورة الإنسانيّة ، إلا أنّه يرى باطن ما لا يرون ،