البدن بالنسبة إليه كقميص يخلعه تارة ويلبسه أخرى . فإذا بلغ الإنسان هذه المرتبة العظيمة والمنزلة الرفيعة ، التي هي يتلوه في الذات الإلهيّة وبقاؤه ببقائه ، فيسري بالحقّ في الحقائق كلَّها ، فيحصل له حقّ اليقين ، لسريانه بالذات الإلهية في عين مظاهرها ، أي بالعلم الإلهي . فحقّ اليقين وجدان الحقائق الإلهيّة والكونيّة ولوازمها في ذاته ذوقا ووجدانا . وعين اليقين شهودها بعين البصيرة . وعلم اليقين تصوّرها وإدراكها مطابقا لما في نفس الأمر . فعلم اليقين للعلماء الراسخين . وعين اليقين للأولياء الكاملين . وحقّ اليقين للأنبياء والأولياء الكاملين المكمّلين ، كلّ على حسب ذوقه ووجدانه ، وأعلى مراتب هذه الدرجة لمحمد وآله الطاهرين عليهم أفضل صلوات المصلَّين ، كما نطقت به الآيات والأخبار الواردة عنهم عليهم السّلام حسبما يأتي في الشرح في مظانّه . ومن هنا قيل : للعلم اسم ورسم [1] وهما للعلماء الظاهريين ، ولذلك يسمّونهم بالعلماء الرسميّين لوقوفهم في الرسوم . وعلم وهو لخواصّ العلماء وأكابرهم . وعين وهو لخواصّ الأولياء . وحقّ وهو لخلاصة خواصّ الأنبياء والأولياء المعصومين عليهم السّلام رزقنا الله الاهتداء بأنوارهم والاقتداء بآثارهم . تنبيه : لا يتوهّمنّ أنّ ذلك الفناء المذكور والموت الإرادي هو الفناء العلمي
[1] رسم : العلامة ويطلق على ما يقابل الحقيقة كقول الشاعر : أرى ودّكم رسما وودّي حقيقة .