responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 149


التي في الصدور 22 : 46 [1] فما دام الإنسان في درجة الحيوانات الظاهرية ، ونشأته نشأة هذا العالم الأدنى لم يجئ بالحياة المعنوية الحاصلة بالموت الإرادي عن مآرب قواه الشهوية والغضبية ومستلذّاتهما كما أمر رسول الله صلَّى الله عليه وآله على ما روي عنه صلَّى الله عليه وآله : " موتوا قبل أن تموتوا " وقد سمّى الله تعالى في عدّة آيات من القرآن الكريم حياة هذه الأولى ( باللهو واللعب ومتاع الغرور ) . وكما أشير إليها في آية ( 39 من سورة النور ) لكونها مجازا لا حقيقة لها ، ولا ثبات لوجودها ومع ذلك يخيّل أنّ لها تأصّلا في الحقيقة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء 24 : 39 [2] وما دام لم يمت الإنسان عن الرغبة إلى زخارف الدنيا ، ولم يحصّل له الحياة الطَّيبة بالولادة الثانية لم تكن له منزلة عند الله في النشأة الثانية وإنّ الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون 29 : 64 [3] .
ونقل عن عيسى عليه السّلام قوله : " لن يلج ملكوت السماوات من لم يولد مرّتين " وهذه الولادة الثانية والحياة المعنوية إنما يحصل للإنسان بمتابعة الآداب الشرعية والنواميس الإلهيّة ، واقتناء العلوم والأخلاق والملكات الحسنة والخيرات ، وتعديل القوى والآلات ، التي هي جنود النفس الآدميّة وتسوية صفوفها . ولعلَّه أشير إلى هذه الولادة الثانية الحاصلة بسبب التعديل والتسوية في قوله تعالى :
فإذا سوّيته ونفختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين 15 : 29 [4] .
ثمّ إنّ الظاهر من الآيات القرآنيّة أنّ المراد من هذا النفخ ليس هو الروح الحيواني الحاصل في بداية النشأة الإنسانيّة المشار إليه في قوله تعالى : ثمّ أنشأناه خلقا آخر 23 : 14 [5] لأنّ نفخ الروح الحيواني يحصل بواسطة بعض الملائكة كما ورد في



[1] الحج : 46 . .
[2] النور : 39 . .
[3] العنكبوت : 64 . .
[4] الحجر : 25 . .
[5] المؤمنون : 14 . .

149

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست