ونورا في بصري ، ونورا في مخي ، ونورا في دمي ، إلى أن قال : ونورا في شعري ونورا في عظامي ونورا في قبري " . وفيها أيضا : " يا نور النور يا مدبر الأمور ويا عالما بما في الصدور " وهذا النور الذي يسأله منه تعالى هو نور وجهه وذاته ، وهو فاعل جميع الموجودات ، ونور ما في الأرض والسماوات ، ومنتهى كلّ الخيرات ، وغاية ارتفاع الموجودات ، وأنّ إلى ربّك المنتهى . وأنّه هو أضحك وأبكى . وأنّه هو أمات وأحيا . وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى . من نطفة إذا تمنى . وأنّ عليه النشأة الأخرى 53 : 42 - 47 [1] وبهذا النور يؤمن كلّ مؤمن شهد الله أنّه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط 3 : 18 [2] . ومن أسمائه : المؤمن ، المهيمن ، فتفطن ، فإن المؤمن إذا قطع النظر عن هويته وإيمانه وعرفانه وآثر المعروف ، وبقي بلا هو أي بقي ب ( لا هو إلا هو ) وعلم أنّ لا هو إلا هو ، فيتبدّل إيمانه بعيانه ، وخرج هو من البين ، وفنى في العين ، وبقى ملك الوجود اليوم لله الواحد القهار ، فشهد ذاته على ذاته بالأحديّة المطلقة والفردانيّة المحضة - لا إله إلا هو - وشهد أيضا ذاته بلسان الملائكة وأولي العلم قائما بالقسط والعدل ، وهو إحقاق الحقّ من بقاء وجهه الكريم ، وفناء الوجوه الإمكانية ، وهذا هو الإيمان الحقيقي المأمور به في قوله عزّ اسمه : يا أيها الَّذين آمَنوا آمِنوا 4 : 136 [3] . وإليه الإشارة بقوله : ومن يؤمن با لله يهد قلبه 64 : 11 [4] وبهذا الإيمان تحسم مادة الشرك الخفيّ عن القلب لئن أشركت ليحبطنّ عملك 39 : 65 [5] وهذا الخفي من الشرك قلّ من الناس من