responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 138


ليس إلا كجرعة بل قطرة من بحر لجيّ ، أو كشعاع من شمس ، وإنما أثبتنا للطالبين هذه المعاني الدقيقة ، ليبثّوا بذرها في أرض القلوب ، وإن كان فوق رتبتهم . ورجاء من الروحانيين - الذين يعرفون قدر هذه المعارف ، والذين تجرّدوا من غشاوة أقران السوء ومن آرائهم الخبيثة . ولعمري إنّ هؤلاء الروحانيين هم أهل القرابة المعنوية لأولياء الله وأولادهم الروحانيين ، فيا أهل الودّ والصفاء ، ويا أهل الروح والنقاء ، ويا طالبي الوصل واللقاء ، ويا أهل العشق والفناء ، عليكم بذوق معاني هذه الكلمات بنفوس زاكية وأذهان نقية ، وقلوب صافية وأسماع واعية ، فخير القلوب أصفاها ، وخير الأسماع أصغاها وأوعاها ، قال الله تعالى : . . لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السعير 67 : 10 [1] .
ففي تفسير نور الثقلين عن مجمع البيان في ذيل الآية وفي الحديث عن أبي عمر ، أنّ النبي صلَّى الله عليه وآله قال : " إنّ الرجل ليكون من أهل الجهاد ، ومن أهل الصلاة والصيام ، وممن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ، وما يجزى يوم القيامة إلا على قدر عقله " [2] ، ومثله أحاديث أخر ، ثم لا بدّ بعد تصفية القلب من الزهد في الدنيا وتركها لبنيها .
واعلم : أنّ من ركن إلى الدنيا ومال إليها أحرقه الله بناره ، فصار رمادا تذروه الرياح ، وكان الله على كلّ شيء مقتدرا ، وهذه صفة أرباب الملك وأصحاب الدنيا .
ومن ركن إلى العقبى ومال إليها أحرقه الله بناره ، فصار ذهبا خالصا ينتفع به ، وهذه صفة أهل الآخرة ، وأرباب الملكوت ، وأصحاب الجنّة .
ومن ركن إلى الله ومال إليه أحرقه الله بنوره ، فصار جوهرا فريدا لا قيمة له ، ودرّة يتيمة لا مثل لها في الدنيا والآخرة ، وهذه صفة أهل الله وأحبائه وأوليائه .



[1] الملك : 10 . .
[2] ج 5 ص 381 . .

138

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست