responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 133


معنى عاما وهو أنه لا عبرة في أمر الدين بتقليد المشايخ السابقين والآباء الماضين ، واتباع مذهبهم ، بل الواجب على العبد اتباع ما أنزل الله إليه بصدق النية في السعي والطلب ، وخلوص الطوية في الاجتهاد والعمل ، وقطع النظر عن تقليد الأسلاف واتّباع الأخلاف ، فإن الإيمان نور من الله يقذف في قلب المؤمن بواسطة المجاهدة والرياضة ، ويخرجه من ظلمات التقليد .
وفي قوله : . . . أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون 2 : 170 [1] إشارة إلى أن آباءهم من أهل الأهواء والبدع ، الذين لا يعقلون شيئا ولا يهتدون سبيلا ، وأنهم ميتون لا يعقلون شيئا ، والميت لا يصلح للاقتداء به والاهتداء ، بل المتبع في المعارف الإلهية هو الواردات الكشفية عقيب الأعمال الفرعية الشرعية ، والمجاهدات الدينية الحاصلة بنور المتابعة لروح الإنسان الكامل المحمدي ، المتحد نوره بنور العالم العقلي ، المصون عن الفناء والموت ، وبنور المتابعة لأرواح أوصيائه ، الذين يكون نورهم وحقيقتهم من نوره صلَّى الله عليه وآله وحقيقته . وهذا مستفاد من فحوى الآية ففيه إشارة إلى أنّ من يكون على جادة الحقّ ، وقدمه ثابت على جادة الشريعة ومعرفة الطريقة وسلوك مقامات الحقيقة ، فيجوز الاقتداء به إذ هو من أهل الاهتداء إلى عالم الحقيقة دون من يدعي الشيخوخة بطريق الإرث من الآباء والمشايخ ، ولاحظ لهم عن طريق الاهتداء ، كما تقدمت الإشارة إلى حالهم فهم لا يصلحون للاهتداء والاقتداء بهم .
ولعمري لقد ابتلينا في زماننا بكثير من المدّعين للشيخوخة ، مع أنهم ليسوا لها بأهل ، ونرى أنّه إذا صادف بعضهم من عنده علم من الكتاب من العلماء الإلهيين استنكفوا عن التعلم منه ، لما رأوا أنّ ما عنده مخالفا لما أخذوه من معلَّميهم تقليدا أو تعصّبا ، ولا يلحقهم بذلك من ذلّ التعلم واتّضاع القدر عند العامة والمريدين ، ولعلَّه



[1] البقرة : 170 . .

133

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست