responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 126


والظهور من جهة هو هو ، حيث إنّ الظهور شأن للجاعل ومن جهة ليس هو ، وبهذا " يظهر السنخيّة بينهما وأنها أيّ نحو من السنخيّة لا أنه يراد من السنخيّة ما في الماديات والعلل والمعاليل الخارجيّة تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا وعلمت أنّ درك هذا الظهور من حيث إنّه من جهة هو هو ومن جهة ليس هو في غاية الصعوبة ، حيث إنّ السنخيّة سنخيّة شأنيّة للذات لا السنخيّة الذاتية ، ويرجع هذا إلى أنّ السنخيّة تحاكى عن الذات بالظهور ، لا بالذات والجزئية فتأمّل جدّا .
ثم إنّ لظهوره تعالى ولتجلياته مراتب كما يومي إليه قوله عليه السّلام : " اللَّهم إنّي أسألك بالتجلَّي الأعظم " [1] الذي هو الحقيقة المحمدية ، فهذا التجلي الأعظم لما قارنه النقص والعدم بالنسبة إلى الذات المقدسة المطلقة الحقّة صار ممكنا ولكن أيّ ممكن ، ثم منه ظهرت الموجودات بظهوراتها وحدودها على ما اقتضته الحكمة الإلهيّة ، فتكمّلت العوالم بما لها من المراتب العرضية والطوليّة والسببيّة والمسببيّة ، قال عليه السّلام : " اللَّهم يا ذا القدرة التي صدر عنها العالم مكوّنا مبروءا عليها مفطورا تحت ظلّ العظمة " [2] وكما يستفاد أيضا هذا من الأحاديث الواردة في بيان خلق أنوار النبي والأئمة ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ثم خلق سائر الأمور منهم عليهم السّلام فراجع البحار وبصائر الدرجات وسيأتي في الشرح ذكرها وبيانها .
وكيف كان ، فلمّا علمت أنّ العلَّة أي الجاعل ليس مباينا مع المعلول والمجعول والظهورات بالنحو المتقدم ذكره ، وعلمت أيضا أنّ وحدته تعالى ليست وحدة عددية فيظهر منها أنّ معيّته تعالى للأشياء كما قال : وهو معكم أينما كنتم 57 : 4 . ليست بالحلول والاتحاد ، كيف وقد علمت أنه ليس الجعل إلا الإظهار أي ظهور الذات فقط في مراتب التعيّنات والتعيّنات خارجة عن الظهور ، لأنها ترجع إلى الأعدام من جهة ، وإن كانت مظاهر للذات من جهة ، ولنعم ما قيل :



[1] مفاتيح الجنان في أعمال ليلة المبعث . .
[2] مفاتيح الجنان ، الزيارة الجامعة لأئمة المؤمنين . .

126

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست