responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 124


النار ، وإنّ الله سبحانه قد فسّر الصمد ، فقال : الله أحد الله الصّمد 112 : 1 - 2 ثمّ فسّره فقال :
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد 112 : 3 - 4 لم يلد 112 : 3 لم يخرج منه شيء كثيف كالولد ، وساير الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين ، ولا شيء لطيف كالنفس ، ولا يتشعّب منه البدوات كالسنة والنوم والخطرة والهمّ والحزن ، والبهجة والضحك ، والبكاء والخوف ، والرجاء والرغبة ، والسأمة والجوع والشبع تعالى أن يخرج منه شيء ، وأن يتولد منه شيء كثيف أو لطيف ولم يولد 112 : 3 لم يتولَّد من شيء ، ولم يخرج من شيء كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشئ من الشيء ، والدابة من الدابة ، والنبات من الأرض ، والماء من الينابيع ، والثمار من الأشجار ، ولا كما يخرج الأشياء اللَّطيفة من مراكزها كالبصر من العين ، والسمع من الأذن ، والشم من الأنف ، والذوق من الفمّ ، والكلام من اللسان ، والمعرفة والتمييز من القلب ، وكالنار من الحجر ، لا بل هو الله الصمد الذي لا من شيء ، ولا في شيء ، ولا على شيء مبدع الأشياء وخالقها ، ومنشئ الأشياء بقدرته ، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته ، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه ، فذلكم الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، ولم يكن له كفوا أحد " .
فدل هذا الحديث الشريف على أنه تعالى لم يخرج منه شيء كما قال لم يخرج منه شيء كثيف . . إلى قوله عليه السّلام ولا شيء لطيف كالنفس . . إلى أن قال عليه السّلام : تعالى أن يخرج منه وأن يتولد منه شيء . . . إلخ بل يكون خلقه للأشياء بالإبداع كما قال عليه السّلام : مبدع الأشياء وخالقها ومنشئ الأشياء بقدرته . . . إلخ .
ثمّ إنّه لمّا كان المقام مزلَّة الأقدام كما قد زلّ قوم وتاه آخرون ، فأردت أن أوضح المراد من الجعل والخلق ، وإيجاد المثال منه تعالى ، بحيث يتّضح الأمر كما ذكره الأئمة المعصومون عليهم السّلام . وما ذكرناه لا ينافي تحقق المعرفة لأولياء الله والرؤية القلبيّة كما صرحت به الأحاديث . وذلك لما سيجيء من أنّ المعرفة به تعالى لا ترجع إلى الحلول والاتّحاد ، أو الإحاطة بالكنه أو الرؤية البصريّة ، بل المراد بها هو ظهوره

124

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست