responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 121


الخلق والله تعالى خلو منه ، كما أنها خلو منه تعالى والله العالم بحقائق أموره .
واعلم أنما ذكرناه إنما هو على طريقة القوم ، وحيث إنه يوهم أنّ المخلوق هو ما خرج من الخالق ، أو أنّه تنزّل إلى درجة المخلوق مع أنه ليس كذلك . ولذا نذكر ما يوضح المقصد فنقول :
إنّ الوجود هو ذات الشيء وحقيقته ، وهو الذي يطرد العدم وينافيه ، وبهذا المعنى يطلق على الباري تعالى . فهو تعالى الموجود الذي لا يتعلَّق وجوده بغيره ، ولا يتقيّد بقيد ، وهو غير محدود بحدّ كما تقدم ، ويعبّر عنه بالهويّة العينيّة وغيب الهويّة والغيب المطلق والذات الأحديّة ، وهو الذي لا اسم له ولا رسم ولا نعت ، ولا يتعلَّق به معرفة وإدراك . قال تعالى : لا تدركه الأبصار وهو يُدرك الأبصار 6 : 103 [1] وقد فسّرت الأبصار في الأحاديث عنهم عليهم السّلام بأبصار القلوب أي هو كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام : لم تحط به الأوهام ، بل تجلَّى لها بها وبها امتنع منها [2] .
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام الحمد لله الذي أعجز الأوهام أن تنال إلا وجوده ، وحجب العقول عن أن تتخيّل ذاته في امتناعها من الشبه والشكل [3] .
فدل كلامه عليه السّلام على أنه لا يدرك منه إلا أنّه تعالى موجود وأمّا ذاته فلا . فهو تعالى لا يتعلَّق به معرفة وإدراك ، إذ المعرفة العقلية إنما تتعلق بما له اسم أو رسم ونعت ، وتكون المعرفة حينئذ به مفهوما من المفهومات العقليّة ، وهو تعالى كما تقدم في أول الشرح لا يدخل في الذهن ، ولا تتعلق به المعرفة العقليّة . فهو تعالى الغيب المجهول المطلق .
نعم أعربت وأفصحت عنه وعن وجوده تعالى الأحاديث بصفاته الجمالية والجلاليّة .



[1] الأنعام : 103 . .
[2] نهج البلاغة لفيض الإسلام : 724 . .
[3] التوحيد ص 73 . .

121

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست