responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 118


فوحدته وحدة حقيقيّة لا تنافي الكثرات بل تجامعها فإن الكثرات تتحقق بالقيود والحصر وهو تعالى منزه عنهما ، على أنّ الوحدة العددية من مقولة الأعراض تعرض الموجودات العددية ، ووحدته تعالى ذاتية ، فوحدته تعالى جامعة للكلّ من دون عروض قيد وحصر لها .
قال علي عليه السّلام : بل هو في الأشياء بلا كيفية ، فقوله عليه السّلام : " بلا كيفية " يشير إلى تنزّهه تعالى عن القيود والحصر والحدود الخلقية ، كما أنّ قوله عليه السّلام : هو في الأشياء ، يشير إلى جامعية وحدته تعالى لها .
فظهر أنّ وحدته تعالى ليست وحدة جنسية ولا نوعية ولا شخصية ولا وحدة عرضية ، بمعنى أنّه معروض للوحدة كما في الوحدة العددية .
والوجه فيه أنّ جميع تلك الوحدات المنفيّة عنه تعالى مستلزمة للإمكان ، وهو تعالى واجب بذاته لذاته ليس فيه جهة إمكان ولا قوة ولا استعداد ، بل هو تام وفوق التمام كما تقدم ، وهو تعالى كما يقول وفوق ما نقول فليس له جنس ولا فصل ولا مادة ولا صورة ، فليس حينئذ له جزء لأنه فرع التركيب ولا تركيب فيه تعالى لا ذهنيا ولا خارجا فليس له حدّ يعرّفه ولا رسم يمثّله ، وحيث لا حدّ له فلا علة له ، فإن المركب والمحدود يحتاج في الوجود إلى العلة لا البسيط الذاتي فلا شريك له أيضا ، لاستلزامه إلى الحد وإلى الاحتياج في أموره إلى دفع شريكه ، وهو تعالى منزه عن الاحتياج ، لاستلزام الاحتياج إلى كون المحتاج في خروجه عمّا بالقوة إلى الفعلية إلى مخرج آخر ، وهو تعالى منزه عنه ، بل هو تامّ في شؤونه وفوق التمام ، فليس أيضا عليه برهان من غيره يوجده أو يثبته ، بل هو برهان على كلّ شيء .
قيل له صلَّى الله عليه وآله : بم عرفت ربك ؟ قال صلَّى الله عليه وآله : " عرفت الأشياء بربّي " وقال السجاد عليه السّلام : " بنورك اهتدينا وبنعمتك أصبحنا وأمسينا " وقال عليه السّلام : " لولا أنت لم أدر ما أنت " فهو كما قال تعالى : ليس كمثله شيء 42 : 11 فهو سبحانه ليس في ذاته المقدسة جهة فقر أصلا فهو إذا أغنى وأتم وأشدّ وآكد وأقدم وجودا فلا أقدم عليه

118

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست