responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 115


الأخذ ، بل المراد أنه يأخذ عنه تعالى من موارده التي بينها الله تعالى وهو القرآن وكلماتهم عليهم السّلام كما لا يخفى ، والفرق بين هذا العالم وبين العالم الظاهري أنّ الثاني لا يترقى عن ظاهر اللفظ والمفهوم الابتدائي بخلاف العالم الرباني فإنه بمعونته تعالى تنكشف له حقائق الآيات فيأخذ عمن أنزلها بتعليمه تعالى كما ورد في الحديث : " من زهد في الدنيا ، ولم يجزع من ذلَّها ، ولم ينافس في عزّها هداه الله من غير هداية من مخلوقه ، وعلَّمه من غير تعليم ، وبصره عيوب نفسه ، وأثبت الحكمة في قلبه وأجراها على لسانه " الحديث .
إذن ينبغي أن تكون علوم وارثهم فائضة منه تعالى على قلوبهم كما أشير إليه في كلام أمير المؤمنين عليه السّلام من قوله : " وكلَّمهم في ذات عقولهم ، " فعلوم الأنبياء وورّاثهم تكون منه تعالى بحيث لو قطع النظر عن أسباب التعاليم الخارجية ، والأسانيد المنفصلة لكانت علومهم بحالها كما كانت ، ولا مدخليّة لخصوصية هذه النشأة الدنياويّة وغيرها من النشآت في بقاء علومهم وثباتها ، حيث ثبتهم الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ، رزقنا الله ذلك بمحمد وآله الطاهرين .
ومن علاماتهم العلمية : أنهم موحّدون للباري ( جلّ اسمه ) توحيدا حقيقيا لا يعرف كنهه غيرهم ، أي كنه التوحيد الحقيقي الذي عرفوه ، لا كنهه تعالى إذ ليست وحدته تعالى من قبيل الوحدة العددية التي تنشأ منها الإعدادات ، ولا من النوعية والجنسيّة التي توجب الاشتراك مع غيرها ، ولا من الشخصية التي توجب الانفصال عن الأمور الواقعة مع الشخص تحت كلي فإن زيدا واحد شخصيّ منفصل عن عمرو بالأمور الواقعة مع آخر الموجبة للتشخيص ، وهما تحت كلي الإنسان ، ولا هو واحد بالوضع ولا بالكيف ولا بالكم ولا بالإضافة كما حقق في محلَّه .
فوحدته تعالى خارجة عن جميع الأقسام ، الوحدة التي عرفها الخلائق كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام : " توحيده تمييزه عن خلقه وحكم التمييز بينونة صفة لا بينونة

115

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست