responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 110


الأول : التفكر في أصل الوجود وما يلزمه وما يبدأ منه كما قال تعالى : أو لم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد 41 : 53 [1] وقد تقدمت الإشارة إليه وكيفية التفكر فيه ، ثم التفكر في آيات الله في الآفاق وفي أنفسنا إلى أن يتبيّن أنه الحقّ بنحو بيّنه الله وأوضحه النبيّ والأئمة عليهم السّلام بالبيان الشافي الكافي ، وقد تقدم أيضا كيفيته في الجملة ، ثم إنه من عمل بالفكرة بالنحو المتقدم في آيات الآفاق والأنفس فلا محالة تنفتح له أبواب العلوم المخزونة والأسرار المكنونة ، التي لا يمسّها إلا المطهّرون . وأحسن حديث يبيّن هذا الأمر ما في البحار عن كفاية الأثر مسندا عن يونس بن ظبيان ، ورواه في تفسير البرهان أيضا ذيل قوله تعالى : قال يا إبليسُ ما منعك . . . 38 : 75 الآية ، قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت : يا بن رسول الله إنّي دخلت على مالك وأصحابه ، وعنده جماعة يتكلَّمون في الله ، فسمعت بعضهم يقول : " إنّ لله وجها كالوجوه " وبعضهم يقول : له يدان واحتجّوا لذلك بقول الله تبارك وتعالى : . . . بيدي أَستكبرتَ 38 : 75 [2] وبعضهم يقول : هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة ، فما عندك في هذا يا بن رسول الله ؟ قال : وكان متّكئا فاستوى جالسا وقال : اللَّهم عفوك عفوك ثم قال : يا يونس من زعم أنّ لله وجها كالوجوه فقد أشرك ، ومن زعم أنّ لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر با لله ولا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته ، تعالى الله عما يصفه المشبّهون بصفة المخلوقين ، فوجه الله أنبياؤه وأولياؤه ، وقوله : خلقتُ بيديّ أَستكبرت 38 : 75 ، فاليد القدرة كقوله تعالى : وأيّدكم بنصره 8 : 26 [3] فمن زعم أنّ الله في شيء أو على شيء ، أو يحول من شيء إلى شيء ، أو يخلو منه شيء ، أو يشغل به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين ، والله خالق كلّ شيء ، لا يقاس بالقياس ، ولا يشبه



[1] فصّلت : 53 . .
[2] سورة ص : 75 . .
[3] الأنفال : 26 . .

110

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست