responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 109


شرّا عدوا كان أو صديقا ، وذلك لعلمهم بحقارة الدنيا ، وخسّة شركائها ودثور أهلها ، وارتفاعهم عن الالتفات إلى هذا المنزل الأدنى . كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام سيدهم في آخر خطبة القاصعة " وإنّي لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ، سيماهم سيما الصديقين ، وكلامهم كلام الأبرار ، عمّار الليل ومنار النهار . متمسكون بحبل القرآن ، يحيون سنن الله وسنن رسوله ، لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلَّون ولا يفسدون . قلوبهم في الجنان ، وأجسادهم في العمل " [1] .
وكما قال أمير المؤمنين عليه السّلام : " والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم " [2] وقال في آخر الخطبة الشقشقيّة : " ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز " .
فصل :
اعلم أنّ الطريق المستقيم الذي أوصانا الله به وأمرنا باتّباعه على ألسنة أنبيائه وأوليائه المعصومين عليهم السّلام هو السير في الشريعة الغرّاء المحمدية في متابعة الولاية العلياء العلوية وولاية الأئمة الهادية المهدية ( صلوات الله عليهم أجمعين ) وهذا مما لا ريب فيه كما سيتضح لك في طي الشرح لقوله عليه السّلام : " والأدلاء على مرضاته . " وقوله : وصراطه ، وأمثالها بما لا مزيد عليه إلا أنه نذكر هنا ما به كيفية السلوك في هذا الطريق فنقول مزيدا على ما مرّ وتوضيحا له : أحسن الطرق هو التفكر فيما يوصلنا إلى المعرفة ، ولكن ينبغي أن نعلم متعلق هذا التفكر فإنّ الشريعة هي مجاري التفكر التي بيّنها الشارع ، وأمرنا بسلوكها ، وهي أمور عمدتها بعد العمل بالوظائف الشرعية العملية ، وبعد تصليح العقائد الحقة من الأصول الخمسة الدينية ، والاعتقاد بالضروريات العشرة وثبوتها بالأدلة القاطعة الساطعة النيّرة التفكر في أمور :



[1] نهج البلاغة ، الخطبة 192 . .
[2] عرق بالفتح : العظم أخذ عنه معظم اللحم . جمعه عراق بالكسر وعراق بالفتح . نهج البلاغة الحكمة رقم 236 . .

109

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست