الذي يطلبه الطالب منه تعالى في قوله : اهدنا الصراط المستقيم 1 : 6 ، وهذا هو الصراط الَّذي سلكه جميع الأنبياء والمرسلين وأوليائه الطاهرين الأئمة المعصومين قال تعالى : إن هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه 6 : 153 [1] وقال تعالى : شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحا والَّذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى 42 : 13 [2] . وهذا الطريق هو الصراط الذي لا يتطرق إليه نسخ ولا تغيير ، ولا فيه تخالف ولا تناقض ، لكونه من عند الله وبتوفيقه وإلهامه ، ولا يسلكه السالكون عن تقليد ولا عن تعصب ، أو اتباع الآباء أو الأساتيذ ، لأجل فرط العقيدة بهم ، أو لملازمة الأهوية التابعة لهواهم ، فإن هذه كلَّها تنافي السير في الصراط المستقيم ضرورة أنّ هذا الطريق وهذا المسلك هو مسلك التوحيد ، الذي سلكه أفضل الأنبياء عليهم السّلام ومتابعوه من الأئمة عليهم السّلام المشار إليهم في قوله تعالى : قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني 12 : 108 . وقد فسر ومن اتبعني بالأئمة عليهم السّلام وهذا أيضا طريق شيعتهم ، وهو الطريق المستقيم الذي أمر الله نبيّه أن يعلَّم الناس سلوكهم ويهديهم إليه ويأمرهم باتباعه ، ونهاهم عن سلوك غيره في قوله تعالى : وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبلَ فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون 6 : 153 وسيجئ في الشرح أنّ هذا السبيل هو ولاية الأئمة عليهم السّلام التي هي ولاية الله وولاية رسوله صلَّى الله عليه وآله . إذن لا بدّ من السير في الصراط والسبيل المستقيم ، الذي بيّنه الله تعالى ورسوله والأئمة عليهم السّلام لأنّ استقامة الطريق تفضي بسالكه إلى المقصد في أقرب زمان ، ولا بدّ للسالك من أن يتحرى أقرب الطرق فإنه أسهلها مسلكا ، وأقربها وصولا ، وهو