responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 106


إنما يخشى الله من عباده العلماء 35 : 28 [1] .
وفيه عن مصباح شيخ الطائفة قدّس سرّه في دعاء يوم الأربعاء : اللَّهم أشدّ خلقك خشية لك أعلمهم بك ، وأفضل خلقك لك عملا أخوفهم لك ، لا علم إلا خشيتك ، ولا حكم إلا الإيمان بك ، ليس لمن لم يخشك علم ، ولا لمن لم يؤمن بك حكم [2] .
أقول : العلم با لله تعالى وبعظمته وظهورها في القلب يوجب الخشية منه تعالى ، فإنه تعالى كما هو جميل ذو الإكرام فكذلك هو عظيم جليل ذو الجلال ، فالمعرفة به تعالى التي هي المراد من العلم به توجب الخشية منه ، وليست الخشية هي الخوف من عقابه للمعصية ، بل هي من آثار ظهور عظمته تعالى في القلب ، وهي المعرفة والعلم به تعالى كما لا يخفى .
أقول : هذه بعض آثار الأولياء وعلاماتهم من حيث الملكات الحسنة الراسخة في القلب المستلزمة للعمل الصالح وهي إنما تصدر من القلب الصافي من الموانع ومن الصفات الرذيلة والحجب القلبية المانعة عن الوصول إلى الحقّ والحقيقة .
وبعبارة أخرى : إنّ القلب إذا ارتفع عنه غبار الهيئات المانعة والطمع والرين في عالم الحواس ومعدن الوسواس ، فلا محالة يصير صافيا منها ، فله أهلية أن يصدر منه العمل الصالح القابل لأن يرفعه الله تعالى إليه .
وأما علاماتهم من حيث العلم والمعرفة القلبيّة فنقول :
اعلم : أنّ غاية قصود العارفين ، وثمرة وجودهم هو الإيمان والمعرفة والعرفان با لله تعالى وصفاته وملائكته وأفعاله وكتبه ورسله ، وهذه المعارف كما ينبغي هي الغاية القصوى والثمرة العليا من وجود إنسان كامل في مدة بقائه .
ولا ريب أنه لا يكاد تحصل هذه المعارف إلا لمن سلك في الصراط المستقيم ،



[1] تفسير نور الثقلين ، ج 4 ص 360 . .
[2] المصدر نفسه . .

106

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست