ينشأ من التشبّه بأهل العلم في الزي والمنطق من غير عرفان ، وطلب الترفّع من غير استيهال ، وهو بذر النفاق والعناد ومادة السيّئات ، هذا معنى سلامة القلب بحسب الظاهر . وفي تفسير نور الثقلين عن أصول الكافي مسندا عن سفيان بن عينية قال : " سألته عن قول الله عز وجل : إلا من أتى الله بقلب سليم ، قال : السليم الذي يلقى ربّه وليس فيه أحد سواه ، قال : وكلّ قلب فيه شرك أو شكّ فهو ساقط ، وإنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم إلى الآخرة " [1] وبإسناده إلى الحسن بن الجهم عن أبي الحسن عليه السّلام قال : التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه [2] . أقول : هذا التواضع من آثار القلب السليم . وفيه وفي آخر قال : قلت : ما حدّ التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا ؟ فقال : التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه ، فينزلها منزلتها بقلب سليم ، لا يحبّ أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه ، إن رأى سيئة درأها بالحسنة ، كاظم الغيظ ، عاف عن الناس ، والله يحب المحسنين [3] . وفيه عن المجمع روي عن الصادق عليه السّلام أنه قال : هو القلب الذي سلم من حبّ الدنيا . ويؤيّده قول النبي صلَّى الله عليه وآله حبّ الدنيا رأس كل خطيئة [4] . وفيه عن مصباح الشريعة قال الصادق عليه السّلام : " صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم " [5] لأن سلامة القلب من الهواجس المذكورات ، تخلص النية لله تعالى في الأمور كلَّها ، قال الله تعالى : يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا من أتى الله بقلب
[1] تفسير الثقلين ، ج 4 ص 57 . . [2] المصدر نفسه ، ص 58 . . [3] المصدر نفسه ، ص 58 . . [4] المصدر نفسه ، ص 58 . . [5] المصدر نفسه ، ص 58 . .