تعالى ، ثم أن ختم الولاية أولا يكون للنبي الأعظم ، حيث إنها باطن نبوّته صلَّى الله عليه وآله ثم للوصي المعظم ، حيث إنه عليه السّلام نفسه صلَّى الله عليه وآله وروحه ، كما تقدمت الإشارة إليه ، والله العالم بحقائق الأمور . فصل : في بيان المراد من خاتم الأولياء حيثما تحققت . المراد بخاتم الأولياء ليس من لا يكون بعده وليّ في الزمان ، بل المراد به من يكون أعلى مراتب الولاية ، وأقصى درجات القرب مقاما له ، بحيث لا يكون من هو أقرب منه إلى الله تعالى ، ولا يكون فوق مرتبته في الولاية والقرب مرتبة ، وهذه هي الولاية الخاصّة ، التي تختص بأهل الله تعالى ، الفانين في ذات الله الباقين ببقائه ، صاحبي قرب الفرائض ، وستأتي الأحاديث المتكثّرة المتواترة ، بل وفوق التواتر ، الدّالة على أن هذه المرتبة مختصّة بمحمّد وآله الطاهرين عليهم السّلام فانتظرها في شرح قوله عليه السّلام : المقرّبون ، وشرح قوله : لو وجدت شفعاء أقرب إليك إلخ . تقسيم آخر للولاية : وهو أن الولاية الخاصة بالمعنى المذكور ، وخاتم الولاية بالمعنى المذكور قد يكون صاحبها واجدا لها ، بحيث تكون الولاية مقاما له ، أي ثابتا غير زائل أزلا وأبدا ، كما تقدم . وقد تكون حالا ، أي توجد من ذلك القرب الحقيقي له في آنات دون آنات . وقد يراد من كونها مقاما أن الولاية الخاصة التي تكون مقاما لصاحبها ، هي التي تكون لمن كان وجوده فانيا فيه تعالى ، بحيث ليس له أنيّة أبدا فلا ظهور فيه إلا ظهوره تعالى ، فلا محالة تكون آثاره عليه السّلام آثاره تعالى كما تقدم . فالولاية أي القرب الحقيقي مقام له ، أي غير زائل ، لعدم وجود له في قباله تعالى ، ولا وجود له ، إلا أنه مظهر له تعالى ، كما أشير إليه في قوله عليه السّلام : " لا فرق بينك