وبينها إلا أنهم عبادك فتقها ورتقها بيدك " الدعاء وسيأتي في الشرح شرحه . هذا في بيان المراد من كونها مقاما لصاحبها . وأما كونها حالا ، فمعناه أن الولي إذا لم يفن وجوده في وجوده تعالى ، بل كان وجوده وجودا فرقيّا ، وفي عالم الفرق ، لا في عالم الجمع ، فلا محالة لا يكون القرب الحقيقي ذات الولي ، ولا حقيقته هذا القرب ، بل له وجود فرقي ، يعرض له القرب ، ويسمى القرب العارضي بالحال فولايته حاليّة ، لا مقاميّة فهو مقرب إليه تعالى بالقرب العارضي الحالي ، لا الحقيقي المقامي فالأولى أي الولاية المقاميّة تختصّ بمحمد صلَّى الله عليه وآله وبالمحمدييّن من أوصيائه وورثته بالتابعيّة له صلَّى الله عليه وآله . وأمّا الأنبياء السابقون وأوصياؤهم إن حصلت لهم الولاية بمعنى القرب ، فإنّما حصلت لهم على أن يكون حالا لهم ، لا أن يكون مقاما . قيل : يدل على هذا رؤية النبي الأعظم صلَّى الله عليه وآله كبراءهم من أولي العزم منهم كلا منهم في فلك مخصوص ، أما بمرتبة النفسانيّة أو العقلانيّة ، هذا مع أن النفس والعقل وعقولها القدسية الكائنة بها ، إنما هم أولياء الله تعالى بالولاية العامة التي علمت معناها ، أنها تعم المؤمنين بأصنافهم ، وتقدمت أقسامها ، لا الخاصة لما علمت من أن وجودات الولي المتّصف بالولاية الخاصة إنما هي وجودات حقّاني جمعي إلهي . وهذا بخلاف وجود أولئك الأنبياء ، فإن وجوداتهم وجودات فرقيّة ، لمّا علمت من أن كلا منهم كان في فلك مخصوص ، وأين هذا ممّن هو فان عن الوجود وباق بوجود المعبود ؟ فظهر فيه ما كان له تعالى من الإطلاق في الوجود ، والآثار كما لا يخفى . وكيف كان فكلامنا في بيان خاتم الولاية ، التي تكون له الولاية مقاما بالمعنى المتقدم ، لا حالا بالمعنيين المتقدمين . والحاصل أن الولاية الخاصة هي الولاية المحمّدية والمحمّديّين صلوات الله عليهم أجمعين .