قال : فيقول له رسول الله صلَّى الله عليه وآله : قد احتج عليك ، قال : فينقض عليه كأنه عقاب كاسر ، قال : فيخرجه من النار . قال : فقلت لأبي عبد الله عليه السّلام : ومن هذا جعلت فداك ؟ قال : المختار ، قلت له : ولم عذّب بالنار وقد فعل ما فعل ؟ قال : إنه كان في قلبه منهما شيء ، والذي بعث محمدا بالحق لو أن جبرئيل وميكائيل كان في قلبهما شيء ، لأكبهما الله في النار على وجوههما . ومما يقرب من هذا الحديث ما روي عن التهذيب عن أبي عبد الله عليه السّلام فراجع ، فيعلم أنه لا بدّ من بغض أعدائهم ، وإن محبتهم وإن كانت قليلة توجب دخول النار كما هو صريح قوله عليه السّلام : والذي بعث محمدا . . إلخ . فظهر من هذه الأحاديث أن المحبة والولاية لهم إنما تتم ببغض أعدائهم والبراءة منهم ، ونحن نسأل الله تعالى ذلك بأن يرزقنا موالاتهم وموالاة أوليائهم ، ومعاداة أعدائهم في الدنيا والآخرة بمحمد وآله الطاهرين . الفصل الثالث : شؤون الولاية : في بيان شؤون الولاية الحقّة الثابتة لهم عليهم السّلام من الله تعالى بما لها من المعنى الأعم من التشريعي والتكويني ، وهي كثيرة جدا كما يظهر من الأحاديث الكثيرة الواردة في بيان المعجزات ، الصادرة عنهم التي تنبئ عنها وعن منازلهم عند الله تعالى . وقد علمت أن ولايتهم عليهم السّلام لها التصرف في جميع العوالم من عوالم الملائكة والدنيا والآخرة ، وجميع ما سوى الله تعالى ، كما يظهر في مطاوي الشرح إن شاء الله تعالى . ونحن نقتصر في بيان شؤونها المذكورة في الزيارة الجامعة الكبيرة ، فإنها كما علمت تضمنت منها ما لم تتضمنه ساير الزيارات ، فنقول وعليه التوكل :