لعامة الناس العمياء ، فصرفوا عمرهم في تحصيلها ، وتركوا ما هو الأهمّ والمقصد الأعلى من علم التوحيد والمعارف الإلهية الثابتة للأئمة عليهم السّلام فالمشتكى إلى الله تعالى وإلى مولانا الحجّة ( روحي وأرواح العالمين له الفداء ) . وقد توسلت - أنا القاصر المسكين الضعيف ، قليل البضاعة علما وعملا - إليه تعالى أن يوفّقني لكشف القناع عن تلك الحقائق ، ليتضح الأمر لأهله ، وأبين ذلك بما يسهل لكثير من الناس دركه وفهمه ، وأستعين به تعالى في ذلك ، فإنه خير ناصر ومعين . ولا تظنّ أني قادر على هذا الكشف كما هو حقّه وواقعه ، كلا ، ما أنا وذلك ، وإنما أجول على قدر وسعي ، سائلا ومتضرعا له تعالى أن يمنحني من فضله ورحمته ما أهتدي به إلى بعض تلك المعارف ، بعونه وكرمه فإنه رحيم مجيب . وسيجئ أنّ حقيقة معارفهم الإلهية كما منحهم الله تعالى ، وكما هي في نفس الأمر والواقع لا ينالها إلا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، بل ومنها ما لا يحتمله إلا هم عليهم السّلام أو من شاؤوا ( صلوات الله عليهم أجمعين ) . الفصل الأول : في بيان معاني الولاية : لا ريب في أهمية أمر الولاية في نظره تبارك وتعالى كما دلَّت عليها الآيات والأحاديث المروية عنهم عليهم السّلام وإن الأهمية لها نوعان : الأول : بحسب النداء والإلزام الشرعي الإلهي . الثاني : بحسب الدقة والفهم والغموض والاحتمال لها . وسيأتي بيانهما . نذكر أولا بعض الآيات الواردة في المقام ، ثم الروايات ، ثم نتبعه بما يستفاد منها من المطالب المهمّة .