فهنا مقامان : المقام الأول : في ذكر الآيات التي منها : يا أيّها الرسول بلَّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من النّاس إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين 5 : 67 [1] . ففي تفسير نور الثقلين نقلا عن أصول الكافي بإسناده عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليه السّلام وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السّلام : ثم نزلت الولاية وإنما آتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة نزّل الله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي 5 : 3 وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال عند ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وآله : أمتي حديثو عهد إلى الجاهلية ، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمّي يقول قائل ويقول قائل فقلت في نفسي من غير أن ينطلق لساني : فأتتني عزيمة من الله بتلة [2] أوعدني إن لم أبلَّغ أن يعذّبني فنزلت : يا أيّها الرسول ، الآية ، الحديث [3] . وفيه نقلا عن أمالي الصدوق رحمه الله وبإسناده إلى النبيّ صلَّى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه لعلي عليه السّلام : ولقد أنزل الله عز وجل إليّ يا أيّها الرسول بلَّغ ما أُنزل إليك من ربّك 5 : 67 يعني في ولايتك يا علي وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته 5 : 67 ولو لم أُبلَّغ ما أمرتُ به من ولايتك ، لحبط عملي [4] . وبإسناده إلى ابن عباس ، حديث طويل وفيه : فأنزل الله تبارك وتعالى يا أيّها الرسول بلَّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من الناس 5 : 67 فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله : تهديد وبعد وبعيد لأمضين أمر الله ، فإن يتّهموني ويكذّبوني فهو أهون عليّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة ، قال :
[1] المائدة : 67 . . [2] أقول : البتلة من التبتّل بمعنى الانقطاع والتقطع يعني أتتني عزيمة منه تعالى على هذا بحيث يقطع الأعذار كلَّها في تركه فلا بد من إنفاذه ، منه . . [3] نور الثقلين ج 1 ص 541 . . [4] نور الثقلين ج 1 ص 542 . .