القدرة الذاتيّة في تحقيق معنى الاسم قريبا - اقتضت الظهور ، فهي أي القدرة حقيقة كلَّية ، أي غير محدودة بحدّ ، وكلَّيتها ككلية الولاية الإلهية المطلقة ، الَّتي سيأتي بيانها ، فهي من صفاته تعالى . وقد قال أمير المؤمنين عليه السّلام - كما في النهج - : " وليس لصفته حدّ محدود ، ولا نعت موجود " فقوله عليه السّلام هذا يشير إلى كلية صفاته تعالى بمعنى عدم الحدّ لها فالقدرة اقتضاؤها هو التصرّف والإمارة والتّولية والسلطنة ، وهذا معنى اقتضائها الظهور المقتضي لخلق المقدور المشار إليه بقوله : فلمّا أحدث الأشياء إلى قوله " والقدرة على المقدور " . فظهر مما ذكر معنى قولهم : " الولاية حقيقة كلية إلخ " فالذّات المقدّسة لمّا كانت قادرة عالمة ، وكانت في خفاء عن الظهور ، فأحبّت الذّات المقدسة أن تعرف ، فخلق الخلق أي الأشياء ، لكي تظهر تلك الصفات فتعرف بها . بيان قربه تعالى للأشياء : فصل : في سريان حكم الولاية في الأشياء . الولاية يظهر حكمها في جميع الأشياء من الواجب والممكن ، فهي رفيقة الوجود ، تدور معه حيثما دار ، وكما أنّ الوجود بحسب الظهور له درجات متشتّتة ، ومراتب متفاوتة بالكمال والنقص ، والشدّة والضعف ، ويحمل عليها بالتشكيك ، فكذلك الولاية ، فإنّها بعد ما كانت بمعنى القرب ، فلها درجات متفاوتة ، ومراتب مختلفة بالكمال والنقص ، والشدّة والضعف ، تحمل عليها بالتشكيك . فصل : في أقسام القرب في الواجب والممكن . الولاية التي هي بمعنى القرب ، تلاحظ تارة بالنسبة إلى الله تعالى بلحاظ قربه تعالى بالخلق ، وأخرى بلحاظ قرب الخلق إليه تعالى ، والأولى ذاتية له تعالى ،