الولاية لغة واصطلاحا : الولاية لغة بكسر الواو هي بمعنى الإمارة والتولية والسلطان وبالفتح فهي بمعنى المحبّة ، وقد يقال : إنّها مأخوذة من الولي [1] بمعنى القرب وسيأتي تحقيقها . وأمّا بحسب الاصطلاح فهي حقيقة كلَّية وصفة إلهيّة وشأن من الشؤون الذّاتيّة ، التي تقتضي الظهور " والله هو الولي الحميد " . توضيحه : نذكر أوّلا بعض الأحاديث المتعلَّقة بها . فنقول : في توحيد الصدوق بإسناده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال : سمعته يقول : إنّ الله نور لا ظلمة فيه وعلم لا جهل فيه وحياة لا موت فيه [2] . وفيه بإسناده عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : لم يزل الله جلّ وعزّ ربّنا ، والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم ، وقع العلم منه على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على المبصر ، والقدرة على المقدور ، قال : قلت : فلم يزل الله متكلما ؟ قال : إنّ الكلام صفة محدثة ليست بأزليّة ، كان الله عزّ وجلّ ولا متكلَّم [3] . أقول : قوله عليه السّلام : " والقدرة ذاته ولا مقدور " ظاهر في أنّ ذاته المقدسة قادرة ، والقدرة الَّتي هي من أسمائه تعالى تقتضي مقدورا لتظهر فيه ، فالقدرة الذّاتيّة له تعالى - بما لها من المعنى المناسب للذات المقدسة المذكور في محله ، وسيأتي معنى