بيت العصمة والطهارة . ولعمري إنّ من وجد ما ذكر بقلبه وعمل به ، كاد أن يستجيب في حقه قول السجاد عليه السّلام : " اللَّهمّ اقطع عني كلّ شيء يقطعني عنك " وقوله عليه السّلام : " اللَّهمّ أزل الأغيار عن قلبي " وقوله صلَّى الله عليه وآله : " اللَّهمّ أرني الأشياء كما هي " كما روي عنه . وكاد أن يصل إلى معدن العظمة ، وتصير روحه معلقة بعزّ قدسه ، وينخرط في سلك قوله تعالى : فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا 4 : 69 [1] رزقنا الله ذلك بمحمد وآله الطاهرين . هذا تمام الكلام فيما أردنا إيراده في معنى الولاية بحسب الحقيقة ، وبيان كيفية الوصول إليها والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ويتلوه الكلام في بيان حقيقة الإنسان الكامل ، وبيان كيفية الوصول إلى الكمال ببيان آخر زيادة على ما مرّ . في بيان تحقق الخلافة الإلهية في الحقيقة الإنسانية : فنقول اعلم أنّه قد تحقق أنّ الخلافة العظمى الإلهيّة إنما تحقّقت في النشأة الجامعة الإنسانية ، وإنما استحقّت لها بحسب جوهر ذاتها ، لأجل تطوّرها بالأطوار الكونية الوجودية ونشأتها بالشؤون العلميّة ، وقابليّتها لمظهريّته للصفات المتقابلة الإلهية ، وقد شبّه الإنسان الكامل بمنزلة مرآة كريمة مجلَّوة واقعة وسط العالم ، يحاذى بها شطر الخالق من جميع الجهات والحيثيّات ، وليست لغيره من النشأة هذه الجامعيّة والتماميّة . فإنّ العقول والجواهر المتخلَّصة العقليّة والملائكة المهيّمة ، وإن حصلت لها إشراقات علمية ، ولزمتها الكمالات النوريّة ، لكنها خالية بالكليّة عن الأطوار