responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 145


الكونيّة ، والانفعالات الشوقيّة ، والشعور بالنشأة الحسّية الجزئيّة . وكذا الأفلاك وإن كانت لها الإدراكات الكلَّية والجزئيّة بواسطة نفوسها الناطقة المجردة وقواها الانطباعيّة ، لكن لم تتيسر لها مرتبة الفناء والانقطاع عن ذاتها بالكليّة ، والتدرّج من صورة إلى صورة ، ومن حال إلى أخرى ، فإذا كمالاتها فطريّة وأجسامها خالية عن الكيفيّات المتضادة فلها مقام معلوم ، لا يمكنها التعدّي عن ذلك ، والارتقاء إلى ما هو أعلى ، وهذا بخلاف النشأة الكاملة الإنسانيّة ، فإنّ لها التقلَّب في أطوار النقص والكمال ، والتحول في تقاليب الأحوال ، والإحاطة على جميع الحقائق العلويّة والسفليّة ، إذا تنوّر ذاته بنور ربّه ، فيرى الأشياء كما هي عليها ، كلَّياتها وجزئيّاتها .
ثمّ اعلم - توضيحا لما ذكر - أنّ تحوّلاتها في الوجود إنّما هي بمقتضى التحولات التكوينيّة ، التي خلقها الله تعالى عليها . فإنّ الإنسان كان أولا ممّن أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ، كان في الوجود وهو في مرتبة الهيولاء الأولى ، التي هي قوّة صرفة ، وإبهام محض ، لا تحصّل لها ولا فعليّة في ذاتها ، من غير اعتبار ما يرد عليها من الصور ، ثم تحول إلى مرتبة الجمادية ، ثم تدرّج إلى النباتية ، ثم إلى الحيوانية بعد ما تنّبه من نوم الجمادية وسنة النباتية بمبادئ طلوع نفسه الناطقة ، وصباح ظهور ذاته النيّرة ، ووقوع أشعّة شمسه على زوايا بدنه وأكناف قواه ، ( فأشرقت أرض جسده بنور ربّه ) فأوّل عضو تكوّن منه هو القلب الصنوبريّ ، لأنّه أوّل ما يتحرك من البدن بذلك النور ، وآخر ما يسكن منه بفراقه فكأنه ( أوّل بيت وضع للناس ببكَّة ) 3 : 96 الصدر المعنويّ ، وموضع ازدحامات القوى المتوجّهة إليه ، مباركا ببركات إلهيّة من الفيض المتّصل منه بجميع الوجوه ، والقوّة والحياة الساريتين منه إلى سائر الأعضاء ( وهدى ) ونورا يهتدي به إلى الله ( فيه آيات بيّنات ) 3 : 97 من العلوم والمعارف والحكم والحقائق ، وهذا هو ( مقام إبراهيم ) 3 : 97 العقل ( ومن دخله ) 3 : 97 من السالكين المتحيّرين في بيداء الجهالات ( كان آمنا ) 3 : 97 من إغواء الشياطين المتخيّلة ، وعفاريت أحاديث النفس ، واغتيال غيلان الوهم ، وجنّ الخيالات ، وافتراس

145

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست