responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 99


فإن الذي نحن وأنت فيه ليس أول أمر قاده البلاء ، وساقته العافية ، وإنك رأس هذا الجمع بعد علي ، فانظر فيما بقي بغير ما مضى ، فوالله ما أبقت هذه الحرب لنا ولا لكم حياة ولا صبرا . واعلم أن الشام لا تهلك العراق ، وأن العراق لا تهلك إلا بهلاك الشام ، فما خيرنا بعد أعدادنا منكم ؟
وما خيركم بعد أعدادكم منا ؟ ولسنا نقول : ليت الحرب عادت ، ولكنا نقول : ليتها لم تكن .
وإن فينا لمن يكره البقاء كما فيكم ، وإنما هما ثلاثة : أمير مطاع ، أو مأمور مطيع ، أو مشاور مأمون . فأما العاصي السفيه فليس بأهل أن يدعى في ثقات أهل الشورى ، ولا خواص أهل النجوى .
جواب عبد الله بن عباس إلى عمرو بن العاص قال : وذكروا أنه لما انتهى كتاب عمرو إلى ابن عباس ، أتى به إلى علي ، فأقرأه إياه ، فقال علي : قاتل الله ابن العاص ، أجبه . فكتب إليه : أما بعد ، فإني لا أعلم رجلا أقل حياء منك في العرب ، إنك مال بك الهوى إلى معاوية ، وبعته دينك بالثمن الأوكس ، ثم خبطت الناس في عشواء ، طمعا في هذا الملك ، فلما ترامينا ، أعظمت الحرب والرماء إعظام أهل الدين ، وأظهرت فيها كراهية أهل الورع ، لا تريد بذلك إلا تمهيد الحرب ، وكسر أهل الدين ، فإن كنت تريد الله فدع مصر ، وارجع إلى بيتك ، فإن هذه حرب ليس فيها معاوية كعلي ، بدأها علي بالحق ، وانتهى فيها إلى العذر ، وبدأها معاوية بالبغي ، وانتهى فيها إلى السرف ، وليس أهل الشام فيها كأهل العراق ، بايع أهل العراق عليا وهو خير منهم ، وبايع أهل الشام معاوية وهم خير منه ، ولست أنا وأنت فيها سواء ، أردت الله ، وأنت أردت مصر ، وقد عرفت الشئ الذي باعدك مني ، ولا أعرف الشئ الذي قربك من معاوية ، فإن ترد شرا لا تفتنا به ، وإن ترد خيرا لا تسبقنا إليه .
أمر معاوية مروان بحرب الأشتر قال : وذكروا أن معاوية دعا مروان بن الحكم ، فقال : يا مروان ، إن الأشتر قد غمني ، فاخرج بهذه الخيل ، فقاتله بها غدا . فقال مروان : ادع لها عمرا ، فإنه شعارك دون دثارك . قال معاوية :
وأنت نفسي دون وزيري . قال مروان ، لو كنت كذلك ألحقتني به في العطاء ، وألحقته بي في الحرمان ، ولكنك أعطيته ما في يدك ، ومنيتني ما في يدي غيرك ، فإن غلبت طاب المقام ، وإن غلبت خف عليك المهرب . قال معاوية : يغني الله عنك ، قال : أما اليوم فلا . فدعا معاوية عمرا ، فأمره بأمره ، فقال : أما والله لئن فعلت لقد قدمتني كافيا ، وأدخلتني ناصحا ، وقد غمك القوم في مصر ، فإن كان لا يرضيهم إلا أخذها فخذها ، عليها لعنة الله ، أما والله يا أمير

99

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست