responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 100


المؤمنين إن مروان يباعدك منا ويباعدنا منك ، ويأبى الله إلا أن يقربنا إليك .
كتاب معاوية إلى ابن عباس قال : وذكروا أن معاوية كتب إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : أما بعد ، فإنكم معشر بني هاشم لستم إلى أحد أسرع منكم بالمساءة إلى أنصار عثمان ، فإن يك ذلك لسلطان بني أمية ، فقد ورثها عدي وتيم ، وقد وقع من الأمر ما قد ترى ، وأدالت هذه الحرب بعضنا من بعض ، حتى استوينا فيها ، فما أطمعكم فينا ، وما أيأسكم منا أيأسنا منكم ، وقد رجونا غير الذي كان ، وخشينا دون ما وقع ، ولستم ملاقينا اليوم بأحد من حدكم أمس ، وقد منعنا بما كان منا الشام ، وقد منعتم بما كان منكم العراق ، فاتقوا الله في قريش ، فما بقي من رجالها إلا ستة : رجلان بالشام ، ورجلان بالعراق ، ورجلان بالحجاز ، فأما اللذان بالحجاز : فسعد ، وعبد الله بن عمر ، وأما اللذان بالشام : فأنا ، وعمرو ، وأما اللذان بالعراق : فعلي وأنت . ومن الستة رجلان ناصبان لك ، وآخران واقفان عليك ، وأنت رأس هذا الجمع اليوم وغدا ، ولو بايع الناس لك بعد عثمان كنا أسرع إليك منا إلى علي .
جوابه قال : وذكروا أنه لما أتى كتاب معاوية إلى ابن عباس ضحك ، ثم قال : حتى متى يخطب إلى معاوية عقلي ؟ وحتى متى أجمجم له عما في نفسي ؟ فكتب إليه : أما بعد ، فقد جاءني كتابك فأما ما ذكرت من سرعتنا بالمساءة إلى أنصار عثمان لسلطان بني أمية ، فلعمري لقد أدركت في عثمان حاجتك ، لقد استنصرك فلم تنصره ، حتى صرت إلى ما صرت إليه ، وبيني وبينك في ذلك ابن عمك ، وأخو عثمان الوليد بن عقبه [1] ، وأما قولك : إنه لم يبق من رجال قريش غير ستة ، فما أكثر رجالها ، وأحسن بقيتها ، وقد قاتلك من خيارها من قاتلك ، ولم يخذلنا إلا من خذلك ، وأما إغراؤك إيانا بعدي وتيم ، فأبو بكر وعمر كانا خيرا منك ومن عثمان ، كما أن عليا خير منك ، وأما قولك : إنا لن نلقاك إلا بما لقيناك به ، فقد بقي لك منا يوم ينسيك ما قبله ، وتخاف له ما بعده ، وأما قولك : إنه لو بايعني الناس استقمت فقد بايعوا عليا وهو خير مني ، فلم تستقم له ، وإن الخلافة لا تصلح إلا لمن كان في الشورى ، فما أنت والخلافة ؟ وأنت طليق الإسلام ، وابن رأس الأحزاب ، وابن آكلة الأكباد من قتلى بدر [2]



[1] الوليد بن عقبة أخو عثمان من الرضاع .
[2] أكلت أمه كبد حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قتله وحشي .

100

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست