responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 98


خذلتم عليا ، كان هذا بهذا ، ولكنكم خذلتم حقا ، ونصرتم باطلا ، ثم لم ترضوا أن تكونوا كالناس ، حتى أشعلتم الحرب ، ودعوتم إلى البراز ، فقد والله وجدتم رجال الحرب من أهل الشام سراعا إلى برازكم ، غير أنكاس عن حربكم ، ثم لم ينزل بعلي أمر قط إلا هونتم عليه المصيبة ، ووعدتموه الظفر ، وقد والله أخلفتموه ، وهان عليكم بأسكم ، وما كنتم لتخلوا به أنفسكم ، من شدتكم في الحرب ، وقدرتكم على عدوكم ، وقد أصبحتم أذلاء على أهل أهل الشام ، لا يرون حربكم شيئا ، وأنتم أكثر منهم عدد ومددا ، وقد والله كاثروكم بالقلة ، فكيف لو كانوا مثلكم في الكثرة ؟ والله لا تزالون أذلاء في الحرب بعدها أبدا ، إلا أن يكون معكم أهل الشام ، وقد أخذت الحرب منا ومنكم ما قد رأيتم ، ونحن أحسن بقية ، وأقرب إلى الظفر ، فاتقوا الله في البقية .
فضحك قيس وقال : والله ما كنت أراك يا نعمان تجترئ على هذا المقام ، أما المنصف المحق فلا ينصح أخاه من غش نفسه ، وأنت والله الغاش لنفسه ، المبطل فيم انتصح غيره ، أما ذكرك عثمان فإن كان الإيجاز يكفيك فخذه ، قتل عثمان من لست خيرا منه ، وخذله من هو خير منك ، وأما أصحاب الجمل فقاتلناهم على النكث ، وأما معاوية فلو اجتمعت العرب على بيعته لقاتلتهم الأنصار ، وأما قولك : إنا لسنا كالناس ، فنحن في هذه الحرب كما كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نتقي السيوف بوجوهنا ، والرماح بنحورنا ، حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون .
ولكن أنظر يا نعمان : هل ترى مع معاوية إلا طليقا أعرابيا ، أو يمانيا مستدرجا ؟ وانظر أين المهاجرون والأنصار ، والتابعون بإحسان ، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ؟ ثم أنظر هل ترى مع معاوية غيرك وغير صويحبك ، ولستما والله بدريين ، ولا عقبيين [1] ، ولا لكما سابقة في الإسلام ، ولا آية في القرآن .
كتاب عمرو إلى ابن عباس قال : وذكروا أن معاوية قال لعمرو بن العاص : إن رأس أهل العراق مع علي عبد الله ابن عباس ، فلو ألقيت إليه كتابا ترفق فيه ، فإن قال شيئا لم يخرج منه على ، وقد أكلتنا هذه الحرب ، ولا أرانا نطيق العراق إلا بهلاك الشام . فقال له عمرو : إن ابن عباس لا يخدع ، ولو طمعت فيه طمعت في علي . قال معاوية : على ذلك . فكتب عمرو إلى ابن عباس : أما بعد ،



[1] أي لم تبايعا بيعة العقبة .

98

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست