responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 88


شرطا ، وكايد كل واحد منهما صاحبه ، وكان مع عمرو بن العاص ابن أخ له ، جاءه من مصر ، فلما جاء عمرو بالكتاب مسرورا به ، عجب ابن أخيه من سروره ، فقال : يا عمرو ألا تخبرني بأي رأى تعيش في قريش وقد أعطيت دينك غيرك ؟ أترى أهل مصر وهم قتلة عثمان يدفعونها إلى معاوية وعلي حي ؟ أو تراها إن صارت إلى معاوية لا يأخذك بالجدل الذي قدمه ؟ فقال عمرو :
يا بن أخي . إنه لأمر الله دون معاوية وعلي . يا بن أخي لو كنت مع علي وسعني بيتي ، ولكني مع معاوية . فقال : الفتى إنك لم ترد معاوية ، ولكنك تريد دنياه ، ويريد دينك . فبلغ معاوية قول الفتى فطلبه فهرب ، فلحق بعلي ، وحدث عليا بأمر معاوية وعمرو ، وما قاله ، فسر علي بذلك ، وقربه .
مشورة معاوية عمرا رضي الله عنهما قال : وذكروا أن معاوية قال لعمرو : يا أبا عبد الله ، طرقتني في ليلتي هذه ثلاثة أخبار ، ليس لي فيها ورد ولا صدر ، منها أن ابن أبي حذيفة كسر سجن مصر ، ومنها أن قيصر زحف بجماعة الروم ليغلب على الشام ، ومنها أن عليا قد تهيأ للمجئ إلينا ، فما عندك ؟ قال عمرو : كل هذا عظيم : أما ابن أبي حذيفة فخرج في أشباهه من الناس ، فإن تبعث إليه رجلا يقتله ، وإن يقتل فلا يضرك : وأما قيصر فأهد له من وصائف الروم ومن الذهب والفضة ، واطلب إليه الموادعة ، تجده إليها سريعا : وأما علي فوالله إن له في الحرب لحظا ما هو لأحد من الناس ، وإنه لصاحب الأمر . قال معاوية : صدقت ، ولكني أقاتله على ما بأيدينا ، ونلزمه دم عثمان : فقال عمرو : وا سوأتاه ، إن أحق الناس ألا يذكر عثمان لأنا ولأنت . قال معاوية :
ولم ؟ فقال عمرو : أما أنت فخذلته ومعك أهل الشام ، واستغاثك فأبطأت عليه ، وأما أنا فتركته عيانا ، وهربت إلى فلسطين . قال معاوية : دعني من هذا ، هلم فبايعني . فقال عمرو :
لا والله لا أعطيك من ديني حتى آخذ من دنياك ، قال معاوية : صدقت ، سل تعط ، قال عمرو :
مصر طعمة . فغضب مروان بن الحكم ، وقال : ما بالي لا أشترى ، فقال معاوية : اسكت يا بن عم ، فإنما يشترى لك الرجال . فكتب معاوية لعمرو : مصر طعمة .
كتاب معاوية إلى أهل مكة والمدينة وجوابهما قال : وذكروا أن معاوية قال لعمرو : إني أريد أن أكتب إلى أهل مكة والمدينة كتابا أذكر فيه قتل عثمان ، فإما أن ندرك به حاجتنا ، أو نكفهم عن المسير . فقال له عمرو :
إلى من تكتب ؟ قال : إلى ثلاثة نفر : رجل لعلى لا يريد غيره ، ولا يزيده كتابنا فيه إلا بصيرة ، أو رجل يهوى عثمان ، فلا يزيده على ما هو عليه ، أو رجل معتزل لا يريد القتال :

88

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست