responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 80


مسيرهم إلينا مع علي ، وتهيئهم للمسير إلى الشام ، ثم انحشرنا معهم ، فصرنا كأنا لا نعرف إلا بهم ، فأقبلوا إلينا ، ولا تتكلوا علينا ، فإن لهم أعدادنا من رؤسائهم فلا تبطئوا عنا ، فإن من تأخير العطاء حرمانا ، ومن تأخير النصر خذلانا . فحرمان العطاء القلة ، وخذلان النصر الابطاء .
ولا تنقضي الحقوق إلا بالرضا وقد يرضى المضطر بدون الأمل .
فلما انتهى كتاب الأحنف إلى بني سعد ، ساروا بجماعتهم ، حتى نزلوا الكوفة .
كتاب أهل العراق إلى مصقلة [1] قال : وذكروا أنه قام إلى علي بعد انصرافه من البصرة إلى الكوفة ، وجوه بكر بن وائل ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، إن نعيما أخا مصقلة يستحي منك ، لما صنع مصقلة ، وقد أتانا اليقين أنه لا يمنع مصقلة من الرجوع إليك إلا الحياء ، ولم يبسط منذ فارقنا لسانه ولا يده ، فلو كتبنا إليه كتابا ، وبعثنا من قبلنا رسولا ، فإنا نستحي أن يكون فارقنا مثل مصقلة من أهل العراق إلى معاوية .
فقال علي : اكتبوا . فكتبوا : أما بعد ، فقد علما أنك لم تلحق بمعاوية رضا بدينه ، ولا رغبة في دنياه ، ولم يعطفك عن علي طعن فيه ، ولا رغبة عنه ، ولكن توسطت أمرا فقويت فيه الظن ، وأضعفت فيه الرجاء ، فكان أولاهما عندك أن قلت : أفوز بالمال ، وألحق بمعاوية .
ولعمرنا ما استبدلت الشام بالعراق ، ولا السكاسك [2] بربيعة ، ولا معاوية بعلي ، ولا أصبت دنيا تهنأ بها ، ولا حظا تحسد عليه ، وإن أقرب ما تكون مع الله ، أبعد ما تكون مع معاوية ، فارجع إلى مصرك ، فقد اغتفر أمير المؤمنين الذنب ، واحتمل الثقل ، واعلم أن رجعتك اليوم خير منها غدا ، وكانت أمس خيرا منها اليوم ، وإن كان عليك حياء من أبي الحسن ، فما أنت فيه أعظم ، فقبح الله أمرا ليس فيه دنيا ولا آخرة . فلما انتهى كتابهم إلى مصقلة ، وكان لرسولهم عقل ولسان ، قال الرسول : يا مصقلة ، أنظر فيما خرجت منه ، وفيما صرت إليه ، وانظر من أخذت ، ومن تركت ، وانظر من جاورت ، ومن زايلت ، ثم اقض بعقلك دون هواك . قال :
وإن مصقلة مضى إلى معاوية بالكتاب ، فأقرأه إياه ، فقال معاوية : يا مصقلة إنك عندي غير ظنين ، فإذا أتاك شئ فاستره عني ، فانصرف مصقلة إلى منزله ، فدعا الرسول فقال : يا أخا بكر ، إنما هربت بنفسي من علي ، ولا والله ما يطول لساني بغيبته ، ولا قلت فيه قط حرفا بسوء ، اذهب بكتابي هذا إلى قومي .



[1] مصقلة : هو مصقلة بن هبيرة ، ترك عليا رضي الله عنه إلى معاوية طمعا في الدنيا .
[2] السكاسك : حي من اليمن جدهم سكسك بن أشرس .

80

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست