responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 78


يصنع في ذلك ما أحب . قال : وإن العبسي أقام بالعراق عند علي ، حتى اتهمه معاوية ، ولقيه المهاجرون والأنصار فأشربوه حب علي ، وحدثوه عن فضائله ، حتى شك في أمره .
قدوم ابن عم عدي بن حاتم الشام قال : وذكروا أن عدي بن حاتم قدم إلى علي بالكوفة ، قبل أن يسير إلى البصرة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لسنا نخاف أحدا إلا معاوية ، وعندي رجل من قومي يريد أن يزور ابن عم له بالشام ، يقال له حابس بن سعد ، فلو أمرناه أن يلقى معاوية لعله أن يكسره ويكسر أهل الشام ؟ فقال له علي : افعل ، فأغروه بذلك ، فلما قدم على ابن عمه ، وكان سيد طيئ بالشام ، سأله فأخبره أنه شهد قتل عثمان بالمدينة المنورة ، وسار مع علي إلى الكوفة ، وكان له لسان وهيبة ، فغدا به حابس إلى معاوية ، فقال : هذا ابن عمي ، قدم من الكوفة ، وكان مع علي ، وشهد قتل عثمان بالمدينة ، وهو ثقة ، فقال له معاوية : حدثنا عن أمر عثمان ، قال : نعم وليه محمد بن أبي بكر ، وعمار بن ياسر ، وتجرد في أمره ثلاثة نفر ، عدي بن حاتم ، والأشتر النخعي ، وعمرو بن الحصين . ودب في أمره رجلان : طلحة والزبير . وأبرأ الناس منه علي بن أبي طالب ، ثم تهافت الناس على علي بالبيعة تهافت الفراش ، حتى ضلت النعل [1] ، وسقط الرداء ، ووطئ الشيخ . ولم يذكر عثمان ، ولم يذكروه ، ثم تهيأ للمسير ، فخف معه المهاجرون والأنصار ، وكره القتال معه ثلاثة نفر : عبد الله بن عمر ، وسعد بن أبي وقاص ، ومحمد بن مسلمة ، فلم يستكره أحدا ، واستغنى بمن خف عمن ثقل ، ثم سار حتى انتهى إلى جبل طيئ ، فأتاه منهم جماعة عظيمة ، حتى إذا كان في بعض الطريق أتاه مسير طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة ، فسرح رسله إلى الكوفة ، فأجابوا دعوته ، ثم قدمها ، فحملوا إليه الصبي ودبت إليه العجوز ، وخرجت إليه العروس ، فرحا به وسرورا وشوقا إليه ، ثم سار إلى البصرة ، فبرز إليه القوم : طلحة والزبير وأصحابهما ، فلم يلبثوا إلا يسيرا ، حتى صرعهم الله ، وأبرزهم إلى مضاجعهم ، ثم صارت البصرة وما حولها في كفة ، قال : وتركته وليس له هم إلا أنت والشام . فانكسر معاوية لقوله ، وقال : والله ما أظنه إلا عينا لعلي ، أخرجوه لا يفسد أهل الشام . ثم قال معاوية : وكيف لا يضيع عثمان ويقتل وقد خذله أهل ثقاته ، وأجمعوا عليه ؟
أما والله لئن بقينا لهم لندرسنهم [2] درس الجمال هشيم اليبيس .



[1] ضلت النعل : ضاع الحذاء من الزحام .
[2] لندرسنهم : لنقتلنهم ، وهشيم البيس : يابس النبات الهش .

78

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست