responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 77


والسميع كالأصم ، عابه قوم فقتلوه ، وغدره قوم فلم ينصروه ، فكذبوا الغائب واتهموا الشاهد وقد بايع الناس عليا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة عامة ، من رغب عنها رد إليها صاغرا داحرا ، فانظروا في ثلاث وثلاث ، ثم اقضوا على أنفسكم : أين الشام من الحجاز ؟ وأين معاوية من علي ؟ وأين أنتم من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بالاحسان ؟ قال : فغضب معاوية لقوله وقال : يا حجاج ، أنت صاحب زيد بن ثابت يوم الدار ؟ قال نعم ، فإن كان بلغك وإلا أحدثك ، قال : هات . قال : أشرف علينا زيد بن ثابت ، وكان مع عثمان في الدار ، وقال : يا معشر الأنصار ، انصروا الله ( مرتين ) ، فقلت : يا زيد ، إنا نكره أن نلقى الله فنقول كما قال القوم : " ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا - ، فقال معاوية : انصرف إلى علي ، وأعلمه أن رسولي على إثرك .
ثم إن معاوية انتخب رجلا من عبس ، وكان له لسان ، فكتب معاوية إلى علي كتابا عنوانه :
" من معاوية إلى علي ، وداخله : بسم الله الرحمن الرحيم لا غير " . فلما قدم الرسول دفع الكتاب إلى علي ، فعرف علي ما فيه ، وأن معاوية محارب له ، وأنه لا يجيبه إلى شئ مما يريد ، وقام رسول معاوية خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : هل ها هنا أحد من أبناء قيس عيلان ، وبني عبس وذبيان ؟ قالوا : نعم ، هم حولك ، قال : فاسمعوا ما أقول لكم ، يا معشر قيس ، إني أحلف بالله لقد خلفت بالشام خمسين ألف شيخ ، خاضبين لحاهم من دموع أعينهم تحت قميص عثمان ، رافعيه على الرماح مخصوبا بدمائه ، قد أعطوا الله عهدا أن لا يغمدوا سيوفهم ، ولا يغمضوا جفونهم ، حتى يقتلوا قتلة عثمان ، يوصى به الميت الحي ، ويرثه الحي من الميت ، حتى والله نشأ عليه الصبي ، وهاجر عليه الأعرابي ، وترك القوم تعس الشيطان ، وقالوا : تعسا لقتلة عثمان ، وأحلف بالله ليأتينكم من خضر [1] الخيل اثنا عشر ألفا ، فانظروا كم الشهب [2] وغيرها ؟ فقال له علي : ما يريدون بذلك ؟ قال : يريدون بذلك والله خبط رقبتك . فقال علي :
تربت يداك ، وكذب فوك ، أما والله لو أن رسولا قتل لقتلتك . فقام الصلت بن زفر فقال :
بئس وافد أهل الشام أنت ورائد أهل العراق ، ونعم العون لعلي ، وبئس العون لمعاوية ، يا أخا عبس أتخوف المهاجرين والأنصار بخضر الخيل ، وغضب الرجال ؟ أما والله ما نخاف غضب رجالك ، ولا خضر خيلك ، فأما بكاء أهل الشام على قميص عثمان ، فوالله ما هو بقميص يوسف ولا بحزن يعقوب ، ولئن بكوا عليه بالشام ، لقد خذلوه بالحجاز ، وأما قتالهم عليا ، فإن الله



[1] خضر الخيل : الخيل الخضر : خيل في لونها غبرة مع سواد .
[2] الشهب : البيض .

77

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست