responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 57


فسار معه من أسد جماعة ليست كجماعة طئ ، حتى قدم بها على علي .
توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة قال : وذكروا أنه لما اجتمع طلحة والزبير وذووهما مع عائشة ، وأجمعوا على المسير من مكة ، وأتاهم عبد الله بن عامر ، فدعاهم إلى البصرة ، ووعدهم الرجال والأموال ، فقال سعيد ابن العاصي لطلحة والزبير : إن عبد الله بن عامر كلمه إلى البصرة ، وقد فر من أهلها فرار العبد الآبق ، وهم في طاعة عثمان ، ويريد أن يقاتل بهم عليا ، وهم في طاعة علي ، وخرج من عندهم أميرا ، ويعود إليهم طريدا ، وقد وعدكم الرجال والأموال ، فأما الأموال فعنده ، وأما الرجال فلا رجل . فقال مروان بن الحكم . أيها الشيخان ، ما يمنعكما أن تدعوا الناس إلى بيعة مثل بيعة علي ، فإن أجابوا كما عارضتماه ببيعة كبيعته ، وإن لم يجيبوكما عرفتما ما لكما في أنفس الناس .
فقال طلحة : يمنعنا أن الناس بايعوا عليا بيعة عامة ، فبم ننقضها ؟ وقال الزبير : ويمنعنا أيضا من ذلك تثاقلنا عن نصرة عثمان ، وخفتنا إلى بيعة علي . فقال الوليد بن عقبة : إن كنتما أسأتما فقد أحسنتما ، وإن كنتما أخطأتما فقد أصبتما [1] ، وأنتما اليوم خير منكما أمس . فقال مروان : أما أنا فهواي الشام ، وهواكما البصرة ، وأنا معكم وإن كانت الهلكة . فقال سعيد بن العاصي : أما أنا فراجع إلى منزلي . فلما استقام أمرهم ، واجتمعت كلمتهم على المسير ، قال طلحة للزبير : إنه ليس شئ أنفع ولا أبلغ في استمالة أهواء الناس من أن نشخص لعبد الله بن عمر ، فأتياه فقالا :
يا أبا عبد الرحمن ، إن أمنا عائشة خفت لهذا الأمر ، رجاء الإصلاح بين الناس ، فاشخص معنا ، فإن لك بها أسوة ، فإن بايعنا الناس فأنت أحق بها . فقال ابن عمر : أيها الشيخان ، أتريدان أن تخرجاني من بيتي ، ثم تلقياني بين مخالب ابن أبي طالب ؟ إن الناس إنما يخدعون بالدينار والدرهم . وإني قد تركت هذا الأمر عيانا في عافية أنالها . فانصرفا عنه . وقدم يعلى بن منبه عليهم من اليمن ، وكان عاملا لعثمان ، فأخرج أربعة مئة بعير ، ودعا إلى الحملان ، فقال الزبير : دعنا من إبلك هذه ، وأقرضنا من هذا المال ، فأقرض الزبير ستين ألفا ، وأقرض طلحة أربعين ألفا ، ثم سار القوم ، فقال الزبير : الشام بها الرجال والأموال ، وعليها معاوية ، وهو ابن عم الرجل ، ومتى نجتمع يولنا عليه ، وقال عبد الله بن عامر : البصرة ، فإن غلبتم عليا فلكم الشام ، وإن غلبكم علي كان معاوية لكم جنة [2] ، وهذه كتب أهل البصرة إلي .
فقال يعلى بن منبه ، وكان داهيا : أيها الشيخان ، قدرا قبل أن ترحلا أن معاوية قد سبقكم



[1] يريد إن كان حدث منكم إساءة وخطأ ، فقد حدث بعدها إحسان وإصابة .
[2] جنة : بضم الجيم : وقاية وحمى .

57

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست