responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 56


عن حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشرك ، ونصرتم الله ورسوله في الإسلام على الردة ، وعلي قادم عليكم ، وقد ضمنت له مثل عدة من معه منكم ، فخفوا معه ، وقد كنتم تقاتلون في الجاهلية على الدنيا ، فقاتلوا في الإسلام على الآخرة ، فإن أردتم الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ، وأنا أدعوكم إلى الدنيا والآخرة ، وقد ضمنت عنكم الوفاء ، وباهيت بكم الناس ، فأجيبوا قولي ، فإنكم أعز العرب دارا ، لكم فضل معاشكم وخيلكم ، فاجعلوا أفضل المعاش للعيال وفضول الخيل للجهاد ، وقد أظلكم علي والناس معه ، من المهاجرين والبدريين والأنصار ، فكونوا أكثرهم عددا ، فإن هذا سبيل للحي فيه الغنى والسرور ، وللقتيل فيه الحياة والرزق ، فصاحت طيئ : نعم نعم ، حتى كاد أن يصم من صياحهم . فلما قدم على طيئ أقبل شيخ من طيئ قد هرم من الكبر ، فرفع له من حاجبيه ، فنظر إلى علي ، فقال له أنت ابن أبي طالب ؟ قال نعم . قال : مرحبا بك وأهلا ، قد جعلناك بيننا وبين الله ، وعديا بيننا وبينك ، ونحن بينه وبين الناس ، لو أتيتنا غير مبايعين لك لنصرناك ، لقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأيامك الصالحة ، ولئن كان ما يقال فيك من الخير حقا إن في أمرك وأمر قريش لعجبا ، إذ أخرجوك وقدموا غيرك .
سر ، فوالله لا يتخلف عنك من طيئ إلا عبد أو دعي إلا بإذنك . فشخص معه من طيئ ثلاثة عشر آلاف راكبا .
استنفار زفر بن زيد قومه لنصرة علي قال : وذكروا أن زفر بن زيد بن حذيفة الأسدي ، وكان من سادة بني أسد قام إلى علي فقال : يا أمير المؤمنين ، إن طيئا إخواننا وجيراننا قد أجابوا عديا ، ولي في قومي طاعة ، فأذن لي فآتهم . قال : نعم ، فأتاهم فجمعهم وقال : يا بني أسد ، إن عدي بن حاتم ضمن لعلي قومه فأجابوه ، وقضوا عنه ذمامه ، فلم يعتل الغني بالغنى ، ولا الفقير بالفقر ، وواسى بعضهم بعضا ، حتى كأنهم المهاجرون في الهجرة ، والأنصار في الأثرة ، وهم جيرانكم في الديار ، وخلطاؤكم في الأموال ، فأنشدكم الله لا يقول الناس غدا : نصرت طيئ وخذلت بنو أسد ، وإن الجار يقاس بالجار ، كالنعل بالنعل ، فإن خفتم فتوسعوا في بلادهم ، وانضموا إلى جبلهم ، وهذه دعوة لها ثواب من الله في الدنيا والآخرة . فقام إليه رجل منهم ، فقال له : يا زفر ، إنك لست كعدي ، ولا أسد كطيئ ، ارتدت العرب ، فثبتت طيئ على الإسلام ، وجاد عدي بالصدقة ، وقاتل بقومه قومك ، فوالله لو نفرت طيئ بأجمعها لمنعت رعاؤها دارها ، ولو أن معنا أضعافنا لخفنا على دارنا ، فإن كان لا يرضيك منا إلا ما أرضى عديا من طيئ ، فليس ذلك عندنا ، وإن كان يرضيك قدر ما يرد عنا عذر الخذلان ، وإثم المعصية ، فلك ذلك منا .

56

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست