responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 58


إلى الشام وفيها الجماعة ، وأنتم تقدمون عليه غدا في فرقة وهو ابن عم عثمان دونكم ، أرأيتم إن دفعكم عن الشام ، أو قال : أجعلها شورى ، ما أنتم صانعون ؟ أتقاتلونه أم تجعلونها شورى فتخرجا منها ؟ وأقبح من ذلك أن تأتيا رجلا في يديه أمر قد سبقكما إليه ، وتريدا أن تخرجاه منه ، فقال القوم : فإلى أين ؟ قال : إلى البصرة ، فقال الزبير لعبد الله بن عامر :
من رجال البصرة ؟ قال ثلاثة ، كلهم سيد مطاع ، كعب بن سور [1] في اليمن ، والمنذر بن ربيعة في ربيعة ، والأحنف بن قيس في مضر . فكتب طلحة والزبير إلى كعب بن سور :
أما بعد ، فإنك قاضي عمر بن الخطاب ، وشيخ أهل البصرة ، وسيد أهل اليمن ، وقد كنت غضبت لعثمان من الأذى ، فاغضب له من القتل ، والسلام . وكتب إلى الأحنف بن قيس :
أما بعد ، فإنك وافد عمر وسيد مضر ، وحليم أهل العراق ، وقد بلغك مصاب عثمان ، ونحن قادمون عليك ، والعيان أشفى لك من الخبر ، والسلام ، وكتب إلى المنذر : أما بعد ، فإن أباك كان رئيسا في الجاهلية ، وسيدا في الإسلام ، وإنك من أبيك بمنزلة المصلى [2] من السابق ، يقال : كاد أو لحق ، وقد قتل عثمان من أنت خير منه ، وغضب له من هو خير منك ، والسلام . فلما وصلت كتبهما إلى القوم ، قام زياد بن مضر ، والنعمان بن شوال ، وغزوان ، فقالوا : ما لنا ولهذا الحي من قريش ؟ أيريدون أن يخرجونا من الإسلام بعد أن دخلنا فيه ؟ ويدخلونا في الشرك بعدما خرجنا منه ؟ قتلوا عثمان ، وبايعوا عليا ، لهم ما لهم ، وعليهم ما عليهم .
وكتب كعب بن سور إلى طلحة والزبير : أما بعد ، فإنا غضبنا لعثمان من الأذى والغير باللسان ، فجاء أمر الغير فيه بالسيف ، فإن يك عثمان قتل ظالما ، فما لكما وله ؟ وإن كان قتل مظلوما فغيركما أولى به ، وإن كان أمره أشكل على من شهده ، فهو على من غاب عنه أشكل . وكتب الأحنف إليهما : أما بعد ، فإنه لم يأتنا من قبلكم أمر لا نشك فيه إلا قتل عثمان ، وأنتم قادمون علينا ، فإن يكن في العيان فضل ، نظرنا فيه ونظرتم ، وإلا يكن فيه فضل فليس في أيدينا ولا في أيديكم ثقة ، والسلام . وكتب المنذر : أما بعد ، فإنه لم يلحقني بأهل الخير إلا أن أكون خيرا من أهل الشر ، وإنما أوجب حق عثمان اليوم حقه أمس ، وقد كان بين أظهركم فخذلتموه ، فمتى استنبطتم هذا العلم ، وبدا لكم هذا الرأي ؟ فلما قرآ كتب القوم ساءهما ذلك وغضبا .
ثم غدا مروان إلى طلحة والزبير ، فقال لهما : عاودا ابن عمر ، فلعله ينيب ، فعاوداه ، فتكلم



[1] كعب بن سور : بضم السين وسكون الواو قاضي البصرة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه .
[2] المصلى هو التالي للأول ، والسابق هو الأول .

58

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست