responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 151


وكان بالشام يومئذ ، فدخل على معاوية ، فلما جلس قال معاوية : يا بن عباس هلك الحسن بن علي ، فقال ابن عباس : نعم هلك ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ترجيعا مكررا ، وقد بلغني الذي أظهرت من الفرح والسرور لوفاته . أما والله ما سد جسده حفرتك ، ولا زاد نقصان أجله في عمرك ، ولقد مات وهو خير منك ، ولئن أصبنا به لقد أصبنا بمن كان خيرا منه ، جده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجبر الله مصيبته ، وخلف علينا من بعده أحسن الخلافة . ثم شهق ابن عباس وبكى ، وبكى من حضر المجلس ، وبكى معاوية ، فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم ، فقال معاوية : بلغني أنه ترك بنين صغارا . فقال ابن عباس : كلنا كان صغيرا فكبر . قال معاوية :
كم أتى له من العمر ؟ فقال ابن عباس : أمر الحسن أعظم من أن يجهل أحد مولده . قال :
فسكت معاوية يسيرا ، ثم قال : يا بن العباس : أصبحت سيد قومك من بعده ، فقال ابن عباس :
أما ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين فلا . قال معاوية : لله أبوك يا بن عباس ، ما استنبأتك إلا وجدتك معدا .
بيعة معاوية ليزيد بالشام وأخذه أهل المدينة قالوا : ثم لم يلبث معاوية بعد وفاة الحسن رحمه الله إلا يسيرا حتى بايع ليزيد بالشام ، وكتب بيعته إلى الآفاق ، وكان عامله على المدينة مروان بن الحكم ، فكتب إليه يذكر الذي قضى الله به على لسانه من بيعة يزيد ، ويأمره أن يجمع من قبله من قريش وغيرهم من أهل المدينة ، ثم يبايعوا ليزيد .
عزل مروان عن المدينة قال : فلما قرأ مروان كتاب معاوية أبى من ذلك . وأبته قريش . فكتب لمعاوية : إن قومك قد أبوا إجابتك إلى بيعتك ابنك ، فارأ رأيك . فلما بلغ معاوية كتاب مروان عرف أن ذلك من قبله . فكتب إليه يأمره أن يعتزل عمله ، ويخبره أنه قد ولى المدينة سعيد بن العاص ، فلما بلغ مروان كتاب معاوية ، أقبل مغاضبا في أهل بيته ، وناس كثير من قومه ، حتى نزل بأخواله بني كنانة ، فشكا إليهم ، وأخبرهم بالذي كان من رأيه في أمر معاوية ، وفي عزله واستخلافه يزيد ابنه عن غير مشورة مبادرة له ، فقالوا نحن نبلك في يدك ، وسيفك في قرابك فمن رميته بنا أصبناه ، ومن ضربته بنا قطعناه ، الرأي رأيك ، ونحن طوع يمينك . ثم أقبل مروان في وفد منهم كثير ، ممن كان معه من قومه وأهل بيته حتى نزل دمشق ، فخرج فيهم حتى أتى سدة معاوية ، وقد أذن للناس . فلما نظر الحاجب إلى كثرة من معه من قومه وأهل بيته ، منعه من الدخول ، فوثبوا إليه ، فضربوا وجهه ، حتى خلى عن الباب ، ثم دخل مروان ، ودخلوا معه ، حتى إذا كان من معاوية بحيث تناله يده .

151

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست