responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 128


قتل الخوارج قال : فرجع علي ، فعبأ أصحابه فجعل على الميمنة حجر بن عدي ، وعلى الميسرة شيث بن ربعي ، وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري ، وعلى الرجالة أبا قتادة ، وعلى أهل المدينة وهم ثمان مئة رجل من الصحابة قيس بن سعد بن عبادة ، ووقف علي في القلب في مضر . قال : ثم رفع لهم راية أمان مع أبي أيوب الأنصاري ، فناداهم أبو أيوب :
من جاء منكم إلى هذه الراية فهو آمن ، ومن دخل المصر فهو آمن ، ومن انصرف إلى العراق ، وخرج من هذه الجماعة فهو آمن ، فإنه لا حاجة لنا في سفك دمائكم . قال :
وقدم الخيل دون الرجالة ، وصف الناس صفين وراء الخيل ، وصف الرماة صفا أمام صف ، وقال لأصحابه : كفوا عنهم حتى يبدءوكم . قال : وأقبلت الخوارج حتى إذا دنوا من الناس نادوا : لا حكم إلا لله ، ثم نادوا : الرواح الرواح إلى الجنة . قال : وشدوا على أصحاب علي شدة رجل واحد ، والخيل أمام الرجال ، فاستقبلت الرماة وجوههم بالنبل ، فخمدوا .
قال الثعلبي : لقد رأيت الخوارج حين استقبلتهم الرماح والنبل كأنهم معز اتقت المطر بقرونها ، ثم عطفت الخيل عليهم من الميمنة والميسرة ، ونهض علي في القلب بالسيوف والرماح ، فلا والله ما لبثوا فواقا [1] حتى صرعهم الله ، كأنما قيل لهم موتوا فماتوا . قال :
وأخذ على ما كان في عسكرهم من كل شئ ، فأما السلاح والدواب فقسمه علي بيننا ، وأما المتاع والعبيد والإماء فإنه حين قدم الكوفة رده على أهلها .
قال : ولما أراد علي الانصراف من النهروان ، قام خطيبا ، فحمد الله ثم قال :
أما بعد ، فإن الله قد أحسن بلاءكم ، وأعز نصركم ، فتوجهوا من فوركم هذا إلى معاوية وأشياعه القاسطين [2] ، الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ، فبئس ما شروا [3] به أنفسهم لو كانوا يعلمون . فقالوا : يا أمير المؤمنين نفدت نبالنا ،



[1] الفواق : مقدار حلب الناقة ، أو البقرة ، أو نحوهما .
[2] القاسطون : الجائرون الخارجون على الحق .
[3] شروا به أنفسهم : باعوا به أنفسهم ، وشرى تأتي بمعنى باع وبمعنى اشترى ومن مجيئها بمعنى باع قوله تعالى " ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " ومن مجيئها بمعنى اشترى قول عنترة العبسي : حصاني كان دلال المنايا * فخاض غمارها وشرى وباعا فشرى في البيت بمعنى اشترى

128

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست