responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 127


فبقروا بطنها ، وقتلوا ثلاثة نسوة ، فيهم أم سنان قد صحبت النبي عليه الصلاة والسلام .
فبلغ عليا خبرهم ، فبعث إليهم الحارث بن مرة ، لينظر فيما بلغه من قتل عبد الله بن خباب والنسوة ، ويكتب إليه بالأمر ، فلما انتهى إليهم ليسائلهم ، خرجوا إليه فقتلوه ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين ، تدع هؤلاء القوم وراءنا يخلفوننا في عيالنا وأموالنا ، سر بنا إليهم ، فإذا فرغنا منهم نهضنا إلى عدونا من أهل الشام .
مسير علي إلى الخوارج وما قال لهم قال : فسار علي ومن معه حتى نزلوا المدائن ، ثم خرج حتى أتى النهروان فبعث إليهم :
أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم نقتلهم بهم ، ثم أنا أفارقكم ، وأكف عنكم ، حتى ألقى أهل الشام ، فبعثوا إليه : إنا كلنا قتلناهم ، وكلنا مستحل لدمائكم ودمائهم . ثم أتاهم علي ، فوقف عليهم ، فقال : أيتها العصابة ، إني نذير لكم أن تصبحوا تلعنكم الأمة غدا ، وأنتم صرعى بإزاء هذا النهر ، بغير برهان ، ولا سنة ، ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة ، وأخبرتكم أن طلب القوم لها مكيدة ، وأنبأتكم أن القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وإني أعرف بهم منكم ، قد عرفتهم أطفالا ، وعرفتهم رجالا ، فهم شر رجال ، وشر أطفال ، وهم أهل المكر والغدر ، وإنكم إن فارقتموني ورأيي ، جانبتم الخير والحزم ، فعصيتموني وأكرهتموني ، حتى حكمت ، فلما أن فعلت شرطت واستوثقت ، وأخذت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن ، وأن يميتا ما أمات القرآن ، فاختلفا ، وخالفا حكم الكتاب والسنة ، وعملا بالهوى ، فنبذا أمرهم ، ونحن على أمرنا الأول ، فما نبؤكم ومن أين أتيتم ؟ قالوا له : إنا حيث حكمنا الرجلين أخطأنا بذلك ، وكنا كافرين ، وقد تبنا من ذلك ؟ فإن شهدت على نفسك بالكفر ، وتبت كما تبنا وأشهدنا ، فنحن معك ومنك ، وإلا فاعتزلنا ، وإن أبيت فنحن منابذوك على سواء .
فقال علي : أبعد إيماني بالله ، وهجرتي وجهادي مع رسول الله ، أبوء [1] وأشهد على نفسي بالكفر ؟ لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين . ويحكم ! بم استحللتم قتالنا ، والخروج من جماعتنا ؟ أأن اختار الناس رجلين ، فقالوا لهما : انظرا بالحق فيما يصلح العامة ليعزل رجل ، ويوضع آخر مكانه . أحل لكم أن تضعوا سيوفكم على عواتقكم ، تضربون بها هامات الناس ، وتسفكون دماءهم ؟ ! إن هذا لهو الخسران المبين . قال : فتنادوا لا تخاطبوهم ولا تكلموهم ، تهيئوا للقاء الحرب ، الرواح الرواح إلى الجنة .



[1] أبوء : أعود وأرجع .

127

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست