responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 129


وكلت أذرعنا ، وتقطعت سيوفنا ، ونصلت [1] أسنة رماحنا ، فارجع بنا نحسن عدتنا ، ولعل أمير المؤمنين يزيد في عدتنا عدة ، فإن ذلك أقوى لنا على عدونا . فأقبل علي بالناس حتى نزل بالنخيلة ، فعسكر بها ، وأمر الناس أن يلزموا معه عسكرهم ، ويوطنوا أنفسهم على الجهاد ، وأن يقلوا من زيارة أبنائهم ونسائهم ، حتى يسيروا إلى عدوهم من أهل الشام ، فأقاموا معه أياما ، ثم رجعوا يتسللون ويدخلون الكوفة ، ويتلذذون بنسائهم وأبنائهم ولذاتهم ، حتى تركوا عليا وما معه إلا نفر من وجوه الناس يسير ، وترك العسكر خاليا .
خطبة علي كرم الله وجهه قال : فقام علي على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، استعدوا للمسير إلى عدو في جهاده القربة إلى الله ، ودرك الوسيلة عنده ، فأعدوا له ما استطعتم من قوة ، ومن رباط الخيل ، وتوكلوا على الله ، وكفى به وكيلا ، ثم تركهم أياما ، ودعا رؤساءهم ووجوههم ، فسألهم عن رأيهم ، وما الذي ثبطهم ؟ فمنهم المعتل ، ومنهم المتكره ، وأقلهم من نشط ، فقال لهم علي : عباد الله ، ما لكم إذا أمرتكم أن تنفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة بدلا ، ورضيتم بالذل والهوان من العز خلفا ، كلما ناديتكم إلى الجهاد دارت أعينكم ، كأنكم من الموت في سكرة ، وكانت قلوبكم قاسية ، فأنتم لا تعقلون ، وكأن أبصاركم كمه [2] ، فأنتم لا تبصرون ، لله أنتم ، ما أنتم إلا أسود رواعة [3] ، وثعالب رواغة عند الناس ، تكادون ولا تكيدون ، وتنتقص أطرافكم فلا تحاشون ، وأنتم في غفلة ساهون : إن أخا الحرب اليقظان . أما بعد :
فإن لي عليكم حقا ، ولكم علي حق ، أما حقكم علي : فالنصيحة في ذات الله ، وتوفير فيئكم عليكم ، وتعليمكم كيلا تجهلوا ، وتأديبكم كيما تعلموا ، وأما حقي عليكم : فالوفاء بالبيعة ، والنصح لي في الإجابة حين أدعوكم ، والطاعة حين آمركم ، فإن يرد الله بكم خيرا تنزعوا عما أكره ، وترجعوا إلى ما أحب ، تنالوا بذلك ما تحبون ، وتدركوا ما تأملون .



[1] نصلت أسنة رماحنا . خرجت من الرماح فأصبحت رماحا خشبا بلا أسلحة .
[2] كمه : إجمع أكمه ، وهو الذي ولد بدون عينين ، ومن ذلك قوله تعالى ( وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني ) .
[3] رواعة : خوافة جمع رواع وهو شديد الروع وهو الخوف .

129

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست