responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 123


وكان بدء خروجهم أنهم اجتمعوا في منزل حرقوص بن زهير ليلة الخميس ، فقالوا : متى أنتم خارجون ؟ قالوا : الليلة القابلة من يوم الجمعة ، فقال لهم حرقوص : بل أقيموا ليلة الجمعة تتعبدوا لربكم ، وأوصوا فيها بوصاياكم ، ثم اخرجوا ليلة السبت مثنى ووحدانا لا يشعر بكم .
خطبة علي كرم الله وجهه قالوا : فلما خرج جميع الخوارج ، وتوافروا إلى النهروان ، قام علي بالكوفة على المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإن معصية العالم الناصح تورث الحسرة ، وتعقب الندامة ، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين ، وفي هذه الحكومة بأمري ، فأبيتم إلا ما أردتم ، فأحييا ما أمات القرآن ، وأماتا ما أحيا القرآن ، واتبع كل واحد منهما هواه ، يحكم بغير حجة ، ولا سنة ظاهرة ، واختلفا في أمرهما وحكمهما ، فكلاهما لم يرشد الله ، فبرئ الله منهما ورسوله وصالحو المؤمنين ، فاستعدوا للجهاد ، وتأهبوا للمسير ، ثم أصبحوا في معسكركم يوم الاثنين بالنخيلة [1] ، وإنما حكمنا من حكمنا ، ليحكما بالكتاب ، فقد علمتم أنهما حكما بغير الكتاب ، وبغير السنة ، ووالله لأغزونهم ولو لم يبق أحد غيري لجاهدتهم ، وأعطى الناس العطاء وهم بالجهاد .
كتاب علي كرم الله وجهه للخوارج قالوا : فأجمع رأي علي والناس على المسير إلى معاوية بصفين ، فتجهز معاوية وخرج حتى نزل بصفين ، وأصبح على قد تجهز وعسكر ، فقيل له : يا أمير المؤمنين إنه قد افترقت منا فرقة ، فذهبت ، قال : فكتب إليهم علي : أما بعد ، فإن هذين الرجلين الخاطئين الحاكمين ، اللذين ارتضيتم حكمين ، قد خالفا كتاب الله ، واتبعا هواهما بغير هدى من الله ، فلم يعملا بالسنة ، ولم ينفذا للقرآن حكما ، فبرئ الله منهما ورسوله وصالحو المؤمنين ، إذا بلغكم كتابنا هذا فأقبلوا إلينا ، فإنا سائرون إلى عدونا وعدوكم ، ونحن على الأمر الذي كنا عليه ، والسلام .
قال : فكتبوا إليه : أما بعد فإنك لم تغضب لله ، إنما غضبت لنفسك ، والله لا يهدي كيد الخائنين . قال : فلما رأى علي كتابهم أيس منهم ، ورأى أن يدعهم ، ويمضي بالناس إلى معاوية وأهل الشام فيناجزهم فقام علي خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإن



[1] النخيلة : موضع بالعراق قاتل فيه الإمام علي الخوارج .

123

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست