responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 122


ثم اجتمعوا في منزل زفر بن حصين الطائي ، فقالوا : إن الله أخذ عهودنا ومواثيقنا على الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والقول بالحق ، والجهاد في تقويم السبيل ، وقد قال عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام : " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ، فاحكم بين الناس بالحق ، ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ، إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد " - . " وقال : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " - فاشهدوا على أهل دعوتنا أن قد اتبعوا الهوى ، ونبذوا حكم القرآن ، وجاروا في الحكم والعمل ، وأن جهادهم على المؤمنين فرض ، وأقسم بالذي تعنو له الوجوه ، وتخشع دونه الأبصار ، ولو لم يكن أحد على تغيير المنكر ، وقتال القاسطين مساعدا ، لقاتلتهم وحدي فردا ، حتى ألقى الله ربي ، فيرى أني قد غيرت [1] إرادة رضوانه بلساني ، يا إخواننا ، اضربوا جباههم ووجوههم بالسيف ، حتى يطاع الرحمن عز وجل ، فإن يطع الله كما أردتم أثابكم ثواب المطيعين له ، الآمرين بأمره ، وإن قتلتم فأي شئ أعظم من المسير إلى رضوان الله وجنته . وأعلموا أن هؤلاء القوم خرجوا لإقصاء حكم الضلالة ، فاخرجوا بنا إلى بلد نتعد [2] فيه الاجتماع من مكاننا هذا ، فإنكم قد أصبحتم بنعمة ربكم ، وأنتم أهل الحق بين الخلق ، إذ قلتم بالحق ، وصممتم لقول الصدق ، فاخرجوا بنا إلى المدائن نسكنها فتأخذ بأبوابها ، ونخرج منها سكانها ، ونبعث إلى إخواننا من أهل البصرة ، فيقدمون علينا .
فقال زيد بن حصين الطائي : إن المدائن بها قوم يمنعونكم منها ، ويمنعونها منكم ، ولكن اكتبوا إلى إخوانكم من أهل البصرة ، فأعلموهم بخروجكم ، وسيروا أنتم على المدائن ، فانزلوا بجسر النهروان [3] قالوا : هذا هو الرأي فاجتمعوا على ذلك ، وكتبوا إلى إخوانهم من أهل البصرة : أما بعد ، فإن أهل دعوتنا حكموا الرجال في أمر الله ، ورضوا بحكم القاسطين على عباده ، فخالفناهم ونابذناهم ، نريد بذلك الوسيلة إلى الله ، وقد قعدنا بجسر النهروان واحببنا إعلامكم لتأخذوا بنصيبكم من الأجر ، والسلام .
الجواب فكتبوا إليهم : أما بعد ، فقد بلغنا كتابكم ، وفهمنا ما ذكرتم . وقد وهبنا لكم الرأي الذي جمعكم الله عليه من الطاعة ، وإخلاص الحكم لله ، وأعمالكم أنفسكم فيما يجمع الله به كلمتكم ، وقد أجمعنا على المسير إليكم عاجلا .



[1] يريد قد غيرت المنكر رغبة في رضوانه تعالى وهذا التغيير بلساني لأني لم أقدر على تغييره بيدي .
[2] نتعد فيه الاجتماع : نتواعد على الاجتماع فيه .
[3] النهروان ثلاث قرى بين واسط وبغداد .

122

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست